الدرس السابع والسبعون
قال
الله سبحانه وتعالى: {ٱلَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا
عَذَابَ ٱلنَّارِ ١٦ ٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰدِقِينَ
وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡمُنفِقِينَ وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ ١٧﴾ [آل عمران: 16- 17].
الحمد
لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
·
وبعد:
قال
تعالى: {ٱلَّذِينَ
يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ ءَامَنَّا﴾
قيل: إنَّ «الذين» في محل جرٍّ بدل من {ٱلَّذِينَ﴾في الآية التي قبلها. وقيل: {ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَآ إِنَّنَآ ءَامَنَّا﴾: {ٱلَّذِينَ﴾في محل رفع مبتدأ؛ لأنه كلام مستأنف. وهم الذين يَدْعون
الله سبحانه وتعالى ويتوسلون إليه بإيمانهم.
والتوسل
بالأعمال الصالحة مشروع، كما توسل أصحاب الغار الذين
انطبقت عليهم الصخرة فسَدَّت عليهم الغار، لما توسلوا إلى الله بصالح أعمالهم التي
عَمِلوها قبل دخولهم الغار؛ فَرَّج الله عنهم ([1]).
وكذلك
التوسل إلى الله جل وعلا بأسمائه وصفاته، كأن تقول:
يا أرحم الراحمين ارحمني، يا غفور اغفر لي، يا تواب تُبْ عليَّ إنك أنت التواب
الرحيم. قال الله جل وعلا: {وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ
ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾
[الأعراف: 180]، أي: توسلوا إليه بها.
والإيمان يراد به: الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والإيمان بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره. هذه أركان الإيمان.
الصفحة 1 / 327