وأما
تعريف الإيمان فكما عَرَّفه أهل السُّنة والجماعة، أنه قول
باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح، يَزيد بالطاعة ويَنقص بالمعصية.
فالمؤمن
الذي آمن بالله الإيمان المطلوب شرعًا؛ يتوسل إلى الله بإيمانه وبأعماله الصالحة
إذا احتاج أو ضاقت به الأمور.
{فَٱغۡفِرۡ
لَنَا﴾ [آل عمران: 16] طَلبوا من
الله أن يغفر لهم، وقَدَّموا التوسل إليه بإيمانهم.
فالمؤمن
يقع منه ذنوب، وهو بحاجة إلى الاستغفار، الأنبياء عليهم السلام استغفروا لذنوبهم،
نبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم كان يُكثر من الاستغفار، وقال عليه الصلاة
والسلام: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللهِ، فَإِنِّي أَتُوبُ، فِي
الْيَوْمِ إِلَيْهِ مِائَةَ، مَرَّةٍ» ([1])،
وفي لفظ آخر: «وَاللَّهِ إِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ فِي
اليَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» ([2])،
وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا؟! قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
لَزِمَ الاِسْتِغْفَارَ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَمِنْ
كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا» ([3]).
الاستغفار عبادة عظيمة، والعبد بحاجة إليه دائمًا وأبدًا؛ لأنه لا أحد يَسْلَم من الذنوب، ولا أحد يَسْلَم من النقص؛ ولهذا كان صلى الله عليه وسلم إذا سَلَّم من الفريضة قال: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ، أَسْتَغْفِرُ اللهَ». ثلاث مرات ([4])، حُفِظ هذا عنه صلى الله عليه وسلم بعد كل فريضة.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2702).