والاستغفار
طلب المغفرة، والمغفرة معناها: محو الذنوب وسترها، من «الغَفْر» وهو
السَّتر. فتطلب من الله أن يستر عليك ذنوبك ولا يفضحك بها، وأن يغفرها لك.
وفي
الحديث القدسي أن الله جل وعلا قال: «يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ
بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا،
فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ» ([1]).
قال
تعالى: {۞قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا
تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ
إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ
إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ
ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤﴾ [الزُّمر: 53، 54].
{وَقِنَا
عَذَابَ ٱلنَّارِ﴾ [آل
عمران: 16] أي: اجعل بيننا وبين النار وقاية تقينا منها. ولا يقي من النار إلا
تقوى الله والعمل الصالح، لا تقي من النار الحصون والدروع والجنود، ما يقي من
النار إلا طاعة الله سبحانه وتعالى.
ثم
ذَكَر سبحانه وتعالى صفات هؤلاء، فذَكَر لهم خمس صفات، وهي:
{ٱلصَّٰبِرِينَ
وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡمُنفِقِينَ وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ﴾ [آل عمران: 17].
الصفة
الأولى: {ٱلصَّٰبِرِينَ﴾من
الصبر.
والصبر
في اللغة: هو الحبس.
وأما
في الشرع، فالصبر ثلاثة أنواع:
النوع
الأول: حبس النفس على طاعة الله.
النوع
الثاني: حبس النفس عن محارم الله.
النوع
الثالث: حبس النفس عند أقدار الله المؤلمة.
فمَن استوفى هذه الأنواع فإنه يكون من الصابرين.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).