×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ [آل عمران: 84].

قال الله لنبيه، وأَمَره أن يقول: {ءَامَنَّا بِٱللَّهِ هذه أركان الإيمان الستة، أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخِر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.

{ءَامَنَّا بِٱللَّهِ أي: بربوبيته، وإلهيته، وأسمائه وصفاته، {وَمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وهو القرآن، {وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَالخليل عليه الصلاة والسلام، وهي الصحف التي أنزلها الله عليه، {وَإِسۡمَٰعِيلَ وما أُنْزِل على إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، {وَإِسۡحَٰقَ وما أُنْزِل على إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام. {وَيَعۡقُوبَ وما أُنْزِل على يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة والسلام، {وَٱلۡأَسۡبَاطِ وما أُنْزِل على الأسباط. والذي أُنْزِل على الأسباط هو الكتب التي أنزلت على أنبيائهم، كل سبط له نبي أنزل عليه كتاب لهداية قومه.

{وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ [آل عمران: 84] وهو التوراة. وما أوتي عيسى، وهو الإنجيل. وما أوتي النبيون، لما فَصَّل بذكر هؤلاء الأنبياء بأسمائهم، عمَّم فقال: {وَٱلنَّبِيُّونَ [آل عمران: 84]. أي: وما أُنْزِل على جميع النبيين، فهذا الإيمان مجمل، وما قبله إيمان مفصل.

{لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ [آل عمران: 84] فنؤمن ببعضهم ونكفر ببعضهم، كما فعلت اليهود والنصارى، فالمسلمون لا يفرقون بين الأنبياء، بل يؤمنون بهم جميعًا، وهذا من أركان الإيمان.

{وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ [آل عمران: 84] منقادون اختيارًا {لَهُۥ أي: لله.

ثم قال جل وعلا: {وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ [آل عمران: 85].

{وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا الذي هو دين الأنبياء عمومًا، ودين محمد صلى الله عليه وسلم خصوصًا. وأما الذي عليه اليهود والنصارى الآن فليس هو


الشرح