رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ
وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ﴾
[آل عمران: 84].
قال
الله لنبيه، وأَمَره أن يقول: {ءَامَنَّا بِٱللَّهِ﴾ هذه أركان الإيمان الستة، أن تؤمن بالله، وملائكته،
وكتبه، ورسله، واليوم الآخِر، وتؤمن بالقدر خيره وشره.
{ءَامَنَّا بِٱللَّهِ﴾ أي: بربوبيته، وإلهيته، وأسمائه وصفاته، {وَمَآ أُنزِلَ
عَلَيۡنَا﴾ وهو القرآن، {وَمَآ أُنزِلَ
عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾الخليل
عليه الصلاة والسلام، وهي الصحف التي أنزلها الله عليه، {وَإِسۡمَٰعِيلَ﴾ وما أُنْزِل على إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، {وَإِسۡحَٰقَ﴾ وما أُنْزِل على إسحاق بن إبراهيم عليهما السلام. {وَيَعۡقُوبَ﴾ وما أُنْزِل على يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم الصلاة
والسلام، {وَٱلۡأَسۡبَاطِ﴾ وما أُنْزِل على الأسباط. والذي أُنْزِل على الأسباط هو
الكتب التي أنزلت على أنبيائهم، كل سبط له نبي أنزل عليه كتاب لهداية قومه.
{وَمَآ أُوتِيَ
مُوسَىٰ﴾ [آل عمران: 84] وهو
التوراة. وما أوتي عيسى، وهو الإنجيل. وما أوتي النبيون، لما فَصَّل بذكر هؤلاء
الأنبياء بأسمائهم، عمَّم فقال: {وَٱلنَّبِيُّونَ﴾
[آل عمران: 84]. أي: وما أُنْزِل على جميع النبيين، فهذا الإيمان مجمل، وما قبله
إيمان مفصل.
{لَا نُفَرِّقُ
بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ﴾
[آل عمران: 84] فنؤمن ببعضهم ونكفر ببعضهم، كما فعلت اليهود والنصارى، فالمسلمون
لا يفرقون بين الأنبياء، بل يؤمنون بهم جميعًا، وهذا من أركان الإيمان.
{وَنَحۡنُ لَهُۥ
مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 84] منقادون
اختيارًا {لَهُۥ﴾ أي: لله.
ثم
قال جل وعلا: {وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن
يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾ [آل عمران:
85].
{وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا﴾ الذي هو دين الأنبياء عمومًا، ودين محمد صلى الله عليه وسلم خصوصًا. وأما الذي عليه اليهود والنصارى الآن فليس هو