×

 الفِرقَة الثَّانِية الخوارج

وهُم الَّذِين خَرجُوا عَلَى وليِّ الأمرِ في آخِرِ عهدِ عُثمانَ رضي الله عنه ونَتجَ عن خُروجِهم قتلُ عثمانَ، رضي الله عنه.

ثم في خِلافةِ عليٍّ رضي الله عنه زادَ شَرُّهُم، وَانشقُّوا عليهِ، وكَفَّرُوهُ، وكفَّرُوا الصَّحابةَ؛ لأنَّهُم لم يُوافِقُوهم عَلَى مذهَبِهم، وهو يَحكُمونَ عَلَى مَن خالفَهُم في مذهَبِهم أنَّهُ كافِرٌ، فكَفَّرُوا خِيرَةَ الخَلْقِ وهُم صحابةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لماذا؟ لأنَّهُم لم يُوافِقوهُم عَلَى ضَلالِهم وعَلَى كُفرِهم.

ومَذهبُهم: أنَّهُم لا يَلتَزِمونَ بالسُّنَّةِ والجماعةِ، ولا يُطيعونَ وليَّ الأمرِ، ويَرَوْنَ أنَّ الخُروجَ عليهِ مِنَ الدِّينِ، وأنَّ شَقَّ العصا مِنَ الدِّينِ عَكْس ما أوصى به الرَّسُولُ صلى الله عليه وسلم مِن لُزومِ الطَّاعةِ وعَكْس ما أمَرَ به في قولِه: {أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَأُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ} [النساء: 59].

اللهُ جل وعلا جعلَ طاعةَ وَلِيِّ الأمْرِ مِن الدّينِ، والنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جعلَ طاعةَ وَلِيِّ الأمْرِ مِنَ الدِّين قال صلى الله عليه وسلم: «أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ تَأَمَّرَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ، فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا» ([1]).

فطاعةُ وَلِيِّ الأمْرِ المسلمِ مِن الدِّينِ. و«الخوارجُ» يقولون: لا، نحنُ أحرارٌ. هذه طريقةُ الثَّوراتِ اليومَ.

فـ «الخوارجُ» الذين يُريدونَ تَفريقَ جماعةِ المُسلمينَ، وشقَّ عصا الطاعةِ، ومعصيةَ اللهِ ورسولِه في هذا الأمرِ، ويرونَ أنَّ مرتكِبَ الكبيرةِ كافرٌ.


الشرح

([1])أخرجه: الترمذي رقم (2676)، وأبو داود رقم (4607)، وابن ماجه رقم (34)، وأحمد رقم (17144).