ولا أَغْيَرَ عَلَى الدِّينِ، ولا أَنْصَح للمسلمينَ؛ مِنَ الصَّحابَة رضي
الله عنهم، ومع ذلك قاتَلُوا «الخوارجَ»؛ لخطَرِهِم وشَرِّهِم.
قاتَلَهُم عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه حتَّى قتَلَهُم شَرَّ قِتْلَةٍ
في وَقعةِ «النَّهروان»، وَتحقَّقَ في ذلك ما أخْبَرَ به صلى الله عليه وسلم: مِن
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بَشَّرَ مَنْ يَقتُلهم بالخيرِ والجَنَّةِ،
فكانَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ هو الذي قتَلَهُم، فحصلَ عَلَى البِشارَةِ مِن
الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم قتَلَهُم؛ ليدْفَعَ شَرَّهُم عَن المُسلمينَ.
وواجبٌ عَلَى المسلمينَ في كُلِّ عَصْرٍ - إذا تحَقَّقُوا مِن وُجودِ هذا
المذهبِ الخَبِيثِ - أن يُعالِجُوه بالدَّعوةِ إلى الله أولاً، وتبصيرِ النَّاسِ
بذلك، فإن لم يَمتَثِلُوا قاتلُوهم دَفعًا لشرِّهِم.
وعليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه أرسلَ إليهم ابنَ عَمِّهِ: عبدَ الله بن
عباس، حَبْر الأُمَّةِ، وتُرجُمان القرآن؛ فَناظَرَهُمْ، ورجَعَ مِنهُم سِتَّةُ
آلافٍ، وبقِيَ مِنهم بَقِيَّةٌ كَثِيرَةٌ لم يرْجِعُوا، عند ذلك قاتَلَهُم أميرُ
المؤمنينَ عليُّ بنُ أبي طالبٍ، ومعَهُ الصَّحابَةُ؛ لِدَفْعِ شَرِّهِم وأذاهُم عَنِ
المُسلمينَ.
هَذِه «فِرْقَةُ الخوارج» ومَذهَبُهم.
***
الصفحة 4 / 33