×

 الفِرْقَة الثَّالِثة: الشِّيعَة

«الشِّيعَةُ»: همُ الذينَ يتشَيَّعُونَ لأهلِ البيتِ.

و«التَّشيُّعُ» في الأصلِ: الاتِّباعُ والمُناصَرَةُ

{وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ} [الصافات: 83] يعني: أَتْباعه إبراهيم، ومِن أَنصارِ مِلَّتِهِ؛ لأنَّ اللهَ - سبحانه - لَمَّا ذَكَرَ قِصَّةَ نوحٍ قال: {وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ}.

فأصْلُ «التَّشَيُّعِ»: الاتِّباعُ والمُناصرَةُ، ثُمَّ صارَ يُطْلَقُ عَلَى هذه الفِرْقَةِ، التي تَزعُم أنَّها مُتَّبِعَةٌ لأهلِ البيتِ، وهم: عليُّ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه وَذُرِّيَّتُهُ.

وَيَزعمُونَ أنَّ عليًّا هو الوَصِيُّ بعدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الخِلافةِ، وأنَّ أبا بَكْرٍ وعُمرَ وعُثمانَ والصَّحابَةَ ظلَمُوا عَلِيًّا، واغتَصبُوا الخلافةَ مِنهُ. هكذا يقولونَ.

وقد كَذَبُوا في ذلك؛ لأنَّ الصَّحابَةَ أجمَعُوا عَلَى بيعةِ أبي بكرٍ، ومِنهم عليٌّ رضي الله عنه حيثُ بايعَ لأبي بكرٍ، وبايع لعُمَرَ، وبايعَ لِعُثمانَ.

فمعنى هذا: أنهم خَوَّنُوا عليًّا رضي الله عنه.

وقد كَفَّرُوا الصَّحابَةَ إلاَّ عددًا قليلاً مِنهم، وصاروا يَلْعَنُونَ أبا بكرٍ وعُمرَ، ويُلقِّبُونَهُما «بِصَنَمَيْ قُريشٍ».

ومِن مذهَبِهم: أنَّهم يَغلُونَ في الأئِمَّةِ مِن أهلِ البيتِ، ويُعطونهم حَقَّ التَّشرِيعِ ونَسْخِ الأحكامِ.

ويَزعمُونَ أنَّ القرآنَ قد حُرِّفَ، ونُقِّصَ؛ حتَّى آلَ بهمُ الأمْرُ إلى أَنِ اتَّخذُوا الأئِمَّةَ أربابًا مِن دُونِ الله، وبنَوْا عَلَى قُبورِهِم الأضرِحةَ، 


الشرح