الفِرْقَة الرَّابِعة:
الجَهمِيَّة
«الجَهمِيَّة». وما أدراكَ ما الجَهمِيَّة؟
«الجهمِيَّة»: نِسبةٌ إِلَى «الجَهْمِ بنِ صفوان»، الذي تَتلمَذَ عَلَى
«الجعد بن درهم»، «والجعد بن درهم» تتلمَذَ عَلَى «طالُوت»، «وطالوت» تتلمَذَ
عَلَى «لبيد بن الأعصم» اليهودِيِّ؛ فهُم تلاميذُ اليهودِ.
وما هو «مَذهَبُ الجهمِيَّة»؟
«مذهَبُ الجهميَّةِ»: أنَّهم لا يُثبتونَ للهِ اسمًا ولا صِفةً، ويزعُمونَ
أنَّهُ ذاتٌ مُجرَّدةٌ عَنِ الأسماءِ والصِّفاتِ؛ لأنَّ إثباتَ الأسماءِ
والصِّفاتِ - بِزَعمِهم - يقتضي الشِّرْكَ وتَعدُّدَ الآلِهَةَ، كما يقولون.
هذه شُبهتُهم اللَّعِينَةُ.
ولا ندرِي ماذا يقولونَ في أنفُسِهم؟ فالواحدُ مِنهم يوصف بأنَّهُ عالِمٌ،
وبأنَّهُ غنِيٌّ، وبأنَّهُ صانِعٌ، وبأنَّهُ تاجِرٌ، فالواحدُ منهم له عِدَّةُ
صفاتٍ، هل معنى ذلك أن يكونَ عِدَّةَ أشخاصٍ؟
هذه مُكابرةٌ للعقولِ؛ فلا يلزَمُ مِن تعدُّدِ الأسماءِ والصِّفاتِ تعدُّدُ
الآلهةِ؛ ولهذا لمَّا قال المشركونَ مِن قبلُ لمَّا سَمِعُوا النَّبِيَّ صلى الله
عليه وسلم يقول: يا رَحمنُ، يا رَحِيمُ قالُوا: هذا يزْعُمُ أنَّهُ يعبُد إلهًا
واحدًا، وهو يدعُو آلِهَةً متعدِّدةً، فأنزلَ اللهُ سبحانه وتعالى قولَه:
{ قُلِ ٱدۡعُواْ ٱللَّهَ أَوِ ٱدۡعُواْ ٱلرَّحۡمَٰنَۖ أَيّٗا مَّا تَدۡعُواْ فَلَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ } [الإسراء: 110] ([1]).
الصفحة 1 / 33