×

ومِن ذلكَ الوقتِ سُمُّوا «بالمعتزلةِ»؛ لأنَّهُم اعتزلُوا أهلَ السُّنَّةِ والجماعةِ؛ فصارُوا يَنفُونَ الصِّفاتِ عَنِ اللهِ سبحانه وتعالى ويُثبِتُونَ له أسماءً مُجرَّدةً، ويحكُمونَ عَلَى مُرتكبِ الكبيرةِ بما حكمَتْ به «الخوارجُ»: «أنَّهُ مُخلَّدٌ في النَّارِ»، لكنِ اختلَفُوا عن «الخوارجِ» في الدُّنيا، وقالوا: «إنَّهُ يكون بالمنزلةِ بينَ المَنزِلَتينِ، ليسَ بِمُؤمنٍ ولا كافرٍ».

بينَما «الخوارجُ» يقولونَ: «كافِرٌ».

يا سُبحان الله! هل يُعقلُ أنَّ الإنسانَ لا يكونُ مُؤمِنًا ولا كافرًا؟

واللهُ تعالى يقولُ:

{ هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ فَمِنكُمۡ كَافِرٞ وَمِنكُم مُّؤۡمِنٞۚ} [التغابن: 2].

ما قال: ومِنكم مَن هو بالمنزلةِ بينَ المَنزِلَتينِ. لكِن هل هؤلاءِ يَفقَهُونَ؟

ثُمَّ تفرَّعَ عن «مذهبِ المُعتزلةِ» «مَذهبُ الأشاعرةِ».

و«الأشاعِرَةُ»: يُنْسَبونَ إلى «أبي الحسن الأشعريِّ»، رحمه الله.

وكان أبو الحسن الأشعريُّ معتزليًّا، ثُمَّ مَنَّ اللهُ عليه، وعرَفَ بُطلانَ مذهبِ المُعتزلةِ، فوقفَ في المسجدِ يَوْمَ الجمعةِ، وأعْلنَ براءَته مِن مذهَبِ المُعتزلةِ، وخلعَ ثوبًا عليهِ، وقال: «خلعْتُ مذهبَ المُعتزلةِ، كما خلعتُ ثَوبي هذا». لكنَّهُ صارَ إلى «مَذهبِ الكُلاَّبِيَّةِ»: أتباعِ «عبد الله بن سعيد بن كُلاَّب».

و«عبد الله بن سعيد بن كلاب»: كان يُثْبِتُ سَبْعَ صفاتٍ، وينفِي ما عداها، يقول: «لأَِنَّ العقلَ لا يدُلُّ إلاَّ عَلَى سَبعِ صفاتٍ فقط: «العِلْم»، «والقُدْرة»، «والإرادة»، «والحياة»، «والسَّمْع»، «والبَصَر»، «والكلام»، ويقول: «هذه دَلَّ عليها العقلُ، أمَّا ما لم يَدُلَّ


الشرح