×

أهلُ السُّنَّةِ والجماعَةِ - والحمدُ للهِ - يُخالِفونَ «القدَرِيَّة النُّفاةَ»:

فيُؤمِنونَ بالقَدَرِ، وأنَّهُ مِن أركانِ الإيمانِ السِّتَّةِ، وأنَّهُ لا يَحصُلُ في هذا الكونِ شيءٌ إلاَّ بقضائِه وقَدَرِهِ « سبحانه وتعالى »؛ لأنَّهُ الخلاَّقُ الرَّبُّ المالِكُ المُتصَرِّفُ:

{ٱللَّهُ خَٰلِقُ كُلِّ شَيۡءٖۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ وَكِيلٞ ٦٢لَّهُۥ مَقَالِيدُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۗ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٦٣} [الزمر: 62- 63].

لا أحدَ يَتَصرَّفُ في هذا الكَوْنِ إلاَّ بمشيئَتِهِ «سبحانه» وَإِرادتِه، وقُدرَتِهِ، وتَقدِيرهِ.

عَلِمَ اللهُ ما كانَ، وما سَيكونُ فِي الأزَلِ، ثُمَّ كتبَهُ في اللَّوحِ المَحفُوظِ، ثُمَّ شاءَهُ، وأَوْجَدَهُ، وخلقَهُ « سبحانه وتعالى ».

وأنَّ للعبدِ مَشِيئَةً، وكَسْبًا، واختيارًا، لا أنَّهُ مَسلوبُ الإرادةِ، مُجبَرٌ عَلَى أفعالِه - كما تقولُ «الجبريَّةُ الغُلاةُ» - فهم يُخالفونَهم.

ومَذهبُهم في صحابةِ رَسولِ الله « صلى الله عليه وسلم »: أَنَّهُم يُوالُونَهُم كُلَّهُم، أهلَ البيتِ وغيرَ أهلِ البيتِ، يُوالُونَ الصَّحابَةَ كُلَّهُم، المُهاجرينَ، والأنصار، والذين اتَّبعُوهم بإحسانٍ، ويَمتثِلُونَ بذلك قولَه «تعالى»:

{وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ} [الحشر: 10].

فهم يُخالِفونَ «الشِّيعَة»؛ لأنَّهُمْ يُفَرِّقُونَ بينَ أصحابِ رسولِ اللهِ « صلى الله عليه وسلم » فيُوالُونَ بَعضَهُم، ويُعادُونَ بَعضَهُم، فأهلُ السُّنَّةِ يُوالُونَهُم جميعًا، وَيُحبُّونَهم جميعًا، والصَّحابَةُ يَتفاضَلُونَ، وأفْضلُهم الخُلفاءُ الرَّاشِدُونَ، ثُمَّ بَقِيَّةُ العَشَرةِ، ثُمَّ المهاجرونَ أفْضَلُ مِنَ الأنصارِ، وأصحابُ بدرٍ لهم فَضِيلةٌ، وأصحابُ بَيعةِ الرِّضوانِ لهُم فَضِيلةٌ، فَلهُم فضائِلُ « رضي الله عنهم ».


الشرح