وطائفةٌ ثالثةٌ: لم تمسِكْ ماءً ولم تنبت كلأًً، وهذا مَثَل من لم يقبلْ
هدى اللهِ الذي جاءَ به الرسولُ صلى الله عليه وسلم ، ولم يرفع بذلك رأسًا.
ثانيًا: الآثارُ النبويةُ المنفصلة عن جسمِه الشريف:
مِن عَرَق ورِيق وشَعَر، والملابس التي لامسَتْ جسمَه، فيتبركون بها،
ويستشفون بما بقي منها، وهذا خاصٌّ بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره.
ثالثًا: الآثارُ عند المؤرِّخين الجغرافيين:
الذين يحدِّدون الديار والأقاليم، ويؤلِّفون فيه المؤلَّفات مثل «معجم
البلدان» لياقوت الحموي، و«صفة جزيرة العرب» للهمداني، و«صحيح الأخبار عما في بلاد
العرب من الآثار».
فإن كانت هذه الآثارُ تتعلق بها أحكام شرعية، أو أحداث تاريخية، أو جاء
ذكرها في أشعار العرب فهي شواهدُ للغة العربية؛ فهذه الآثار يُستفاد منها
تاريخيًّا ولغويًّا وغير ذلك، وكان الشعراءُ يتغنَّون بها في أشعارهم تذكرًا
لعشيقاتهم الساكنة فيها، فيفتحون بها قصائدهم مثل مُعَلَّقة امرئ القيس في قوله:
قِفَا نَبْكِ
من ذكرى حبيبٍ ومنزلِ |
|
بسِقْطِ
اللِّوى بينَ الدَّخولِ فحومَلِ |
ومثل قول لبيد:
عَفَتِ
الديارُ محلُّها فمقامُها |
|
بمني تأبد غولُها فرجامُها |
وقول النابغة:
يا دار ميَّةَ
بالعلياء فالسَّنَد |
|
أقوتْ وطالَ
عليها سالفُ الأبد |
وقول الأعشى:
وَدِّعْ
هُريرةَ إن الركبَ مرتَحلٌ |
|
وهل تُطيقُ
وداعًا أيها الرجلُ |
وقال عنترة: