أن الصيام يسبب للعبد تقوى
الله سبحانه وتعالى، والتقوى هي جماع الخير، وهي أم البر، وهي التي علق الله بها
الخيرات الكثيرة وكرر الأمر بها بفعلها وأثنى على أهلها ووعد عليها بالخير الكثير
وأخبر أنه يحب المتقين.
ومن فوائد الصيام:
أنه كما ذكرنا يربي الإنسان على ترك رفه تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى؛ ولهذا
يقول الله جل وعلا: «الصَّوْمُ لِي،
وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ وَشَرَابَهُ مِنْ أَجْلِي»
([1]). فهذا فيه امتحان
بالصائم في أنه ترك شهواته وملذاته ومحبوباته تقربا إلى الله سبحانه وتعالى، آثر
ما يحبه الله على ما تحبه نفسه، وهذا أبلغ أنواع التعبد، هذا من أعظم فوائد
الصيام، والصيام يعود الإنسان على الإحسان والشفقة على المحتاجين والفقراء؛ لأنه
إذا ذاق طعم الجوع وطعم العطش، فإن ذلك يرقق قلبه ويلين شعوره لإخوانه المحتاجين.
يقول السائل: ما أثر
الصيام على المسلم، إذا استثنينا الإحساس بالجوع والعطش؟
إحساس الصيام
التقوى، قال تعالى: ﴿وَأَن تَصُومُواْ
خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 184]. وقال تعالى:
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن
قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 183].
فالصيام يسبب تقوى الله سبحانه وتعالى، فإذا ترك طعامه وشرابه، وترك زوجته، فإنه يؤجر على ذلك إذا كان قصده الصيام لله عز وجل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1894)، ومسلم رقم (1151).