يقول السائل: هل هناك فرق فيما لو ترك النية عمدًا أو
سهو؟
لو كان قد نوى من
الليل، ولكن حصل له شيء من النسيان، أو حصل عنده شيء من الشواغل، وعزبت النية عن
خاطره، لكن نوى وأسبق النية، فهذا شيء لا يؤثر ما دام أنه لم يعدل عن نيته الأولى،
فإنه لا يؤثر عليه، فصومه صحيح، إلاَّ إذا نوى نية أخرى: العدول عن الصوم ذلك
اليوم، فإنه لا بد له من تجديد النية.
يقول السائل: هل
يشترط تجديد النية لكل ليلة من شهر رمضان، أم تكفي نية واحدة لكل الشهر؟
النية شرط من شروط صحة العبادة من صيام وغيره؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([1])، وكل عبادة من العبادات لا تصح إلاَّ بالنية، ومن ذلك الصيام، فإنه لا يصح إلاَّ بالنية؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَلاَ صِيَامَ لَهُ» ([2]). النية للصيام مشترطة، وصيام الفرض لا بد له من النية قبل الفجر، ويجب عليه أن ينوي لكل يوم نية جديدة؛ لأن كل يوم عبادة مستقلة تحتاج إلى نية متجددة بتجدد الأيام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَْعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى» ([3])، وكل يوم من رمضان فإنه عبادة مستقلة، يجب أن تخص بنية، ولا تكفي النية التي من أول الشهر إلاَّ إذا جددها، كل ليلة استذكرها وعزم عليها، وكذلك ما أشار
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1)، ومسلم رقم (1907).