إليه السائل من النطق
بالنية، هل هو مشروع أو ليس مشروعا؟ النطق بالنية غير مشروع، التلفظ بها بدعة؛ لأن
النية من أعمال القلوب والأعمال التي لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ولم يرد
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتلفظ بالنية، ويقول: اللهم إني نويت أن
أصوم، أو نويت أن أصلي كذا، إنما ورد هذا عند الإحرام بالحج أو العمرة، بأن يقول
المسلم: لبيك عمرة، أو لبيك حجا، وكذلك عند الهدي أو الأضحية، ورد أنه يتلفظ عند
ذبحها، ويقول: اللهم هذه عن فلان بن فلان، وتقبل مني إنك أنت السميع العليم، في
هذين الموطنين فقط: موطن الإحرام، وموطن ذبح الذبيحة التي يتقرب بها إلى الله:
أضحية، أو هدي التمتع، أو القران أو غير ذلك، فإنه يتلفظ عند ذلك، فالتلفظ بالنية
بدعة، سواء كان في الصيام أو في الصلاة، أو في غيره؛ لأنه لم يرد عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه تلفظ في شيء من هذه الأحوال بالنية، وقد قال عليه الصلاة
والسلام: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ
عَلَيْهِ أَمْرُنَا، فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وقال عليه الصلاة
والسلام: «إِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ
الأُْمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» ([2]).
والتلفظ بالنية عند الصلاة أو عند الصيام أو غيرهما من العبادات، هذا لم ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به فهو بدعة، وقد قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ أَتُعَلِّمُونَ ٱللَّهَ بِدِينِكُمۡ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ﴾ [الحُجُرات: 16]. الله جل وعلا أنكر على الذين تلفظوا، و قوله تعالى: ﴿قَالَتِ ٱلۡأَعۡرَابُ ءَامَنَّاۖ قُل لَّمۡ تُؤۡمِنُواْ وَلَٰكِن قُولُوٓاْ أَسۡلَمۡنَا وَلَمَّا يَدۡخُلِ ٱلۡإِيمَٰنُ فِي قُلُوبِكُمۡۖ وَإِن تُطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَا يَلِتۡكُم مِّنۡ أَعۡمَٰلِكُمۡ شَيًۡٔاۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٤إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).