×

فإن جاز استعمالها لتتمكن من صيام شهر رمضان، فيجوز استعمالها أيضًا لمنع الحمل وهكذا، وأورد بعض الأحاديث يستدل بها، ما قول فضيلتكم حول سؤاله؟

هذا المستمع خلط في اعتراضه؛ لأنه سوى بين حبوب منع الحيض وبين حبوب منع الحمل، مع أن حبوب منع الحمل نوع مستقل، وحبوب نوع الحيض نوع آخر، والذي ورد للبرنامج هو السؤال عن حبوب منع الحيض فقط، أما حبوب منع الحمل فهذه لم ترد، وحبوب منع الحيض يجوز تعاطي المرأة لها إذا كانت ترفع الحيض مؤقتًا؛ لتؤدي عبادة من العبادات كالحج، أو صيام شهر رمضان، فهذا مباح لا مانع منه؛ لأن التحريم لا بد له من دليل، ولا دليل هنا لمنع المرأة من حبوب منع الحيض، وقد نص الفقهاء على جواز ذلك، أما حبوب منع الحمل فهذه لم ترد إلى البرنامج فيما أذكر، والسائل أو المعترض خلط بينهما، فينبغي له أن يتثبت قبل أن يعترض، وأما استدلاله بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الحيض شيء كتبه الله على بنات آدم، وأن المرأة تترك الصلاة والصيام، وهذا دليل على تحريم أخذ حبوب منع الحيض.

هذه مسألة قد تشتبه على بعض المبتدئين في طلب العلم، فيظنون أن المرأة إذا انحبس عنها الحيض في أيام، أنها لا يصح منها الصلاة ولا الصوم؛ لأنها في العادة، وهذا فهم خاطئ؛ لأن الحيض لا تترتب عليه الأحكام من ترك الصلاة والصيام إلاَّ إذا خرج، إذا خرج دم الحيض، فهنا تترتب عليه أحكامه، أما إذا انحبس، فإنه لا يترتب عليه شيء؛ لأنها لا تسمى حائضًا.


الشرح