تقول السائلة أم أحمد من جمهورية السودان: هل يجوز لي أن
أصوم أيام التشريق؟
أيام التشريق لا
يجوز صيامها إلاَّ في حالة واحدة، إذا كان متمتعا أو قارنا ولم يقدر على ذبح
الهدي، ولم يصم الثلاثة قبل يوم عرفة، فإنه يصومها في أيام التشريق؛ لما في
الحديث: «لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ
التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلاَّ لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ» ([1]).
يقول السائل: ما
معنى أيام التشريق، وهل يجوز صيام هذه الأيام؟
أيام التشريق هي
اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر، وسُميت أيام التشريق؛ لأن العادة
أنهم يُشَرِّقُون الهدى والأضاحي على الحصى في منى، يشرقونها للشمس لتيبس، فسميت
أيام التشريق، والله تعالى يقول: ﴿فَمَن
تَعَجَّلَ فِي يَوۡمَيۡنِ﴾ [البقرة: 203].
يعنى تعجَّل في
اليوم الثاني عشر، وطاف للوداع وسافر، فلا إثم عليه، ومن تأخر إلى اليوم الثالث
عشر، فهذا أفضل وأكمل، وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
ولا يجوز صيام أيام التشريق؛ لأنها أيَّامُ أكلٍ وشُربٍ وذكرٍ لله، ولا يجوز صيامها إلاَّ لمن وجب عليه هدي القران، أو التمتع ولم يجدها، فإنه يصوم ثلاثة أيام في الحج، وسبعة إذا رجع إلى أهله، قالت عائشة رضي الله عنها: «لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلاَّ لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1997).