×

أكمل من حظه في ليلة القدر، وحظ الأمة من ليلة القدر أكمل من حظهم في ليلة المعراج، وإن كان لهم فيها أعظم حظ، لكن الفضل والشرف والرتبة العليا إنما حصلت فيه، أسري به صلى الله عليه وسلم »، هذا ما أجاب به شيخ الإسلام بن تيمية في هذه المسألة، وللإمام ابن القيم رحمه الله كلام في هذا الموضوع، يوافق كلام شيخه من أن ليلة الإسراء أفضل في حق النبي صلى الله عليه وسلم وليلة القدر أفضل في حق الأمة، ومما يجب التنبيه عنه أن الله سبحانه وتعالى شرع لنا في ليلة القدر من التعبد والتقرب إليه ما لم يشرعه في الإسراء وليلة الإسراء، لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد فيها أو يخصها بقيام أو وتر وإنما كان يخص ليلة القدر لفضلها ولمكانتها، وأيضا ليلة الإسراء لم يثبت في أي شهر هي أو في أي ليلة من الشهر هي، مما يدل على أن العلم بها وتحديدها ليس لنا في مصلحة، خلاف ليلة القدر، فإن الله أخبر في أنها في شهر رمضان، وأن الله تعالى قال: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ [البقرة: 185]، ثم قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ [القدْر: 1] فدل على أن ليلة القدر في شهر رمضان، وإن كانت لا تتعين في ليلة معينة من رمضان، إلاَّ أنه يترجح أنه في العشر الأواخر منه، وفي ليلة سبع وعشرين من آكد الليالي عند الإمام أحمد وجماعة من الأئمة أن ليلة سبع وعشرين من رمضان هي أرجى ما يكون لليلة القدر، وللعلماء في تحريها اجتهادات ومذاهب، ولكن هي في شهر رمضان قطعا، فمن صام شهر رمضان وقام ما تيسر له من لياليه، فلا شك أنه قد مرت به ليلة القدر، ولا شك أنه شهد ليلة القدر وكتب له أجر بحسب نيته واجتهاده وتوفيق الله له، فليلة القدر لها ميزة؛ لأنه شرع لنا فيها الاجتهاد في العبادة والدعاء والذكر وتحريها،


الشرح