×

بخلاف ليلة الإسراء، لم يطلب منا أن نتحراها، ولا أن نخصها بشيء من العبادات، وبهذا يظهر أن هؤلاء يحتفلون بليلة الإسراء والمعراج أنهم مبتدعة، شرعوا ما لم يشرع الله، ولم يشرعه الرسول صلى الله عليه وسلم، فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يحتفل كل سنة بمرور ليلة من الليالي، ويقول إنها ليلة الإسراء وليلة المعراج، كما كان يفعل هؤلاء المخرفون والمبتدعة، الذين اتخذوا دينهم ومناسبات بدعية، وتركوا السنن، وتركوا الشرائع الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا مما يجب الانتباه له، وبيانه للناس، وأن الله شرع لنا اجتهاد في ليلة القدر وتحريها، والتقرب إليه فيها كل سنة، بخلاف ليلة الإسراء والمعراج، فلم يشرع لنا فيها أن نتحراها، ولا أن نخصها بشيء، وأيضا هي لم تبين لنا في أي شهر، أو في أي ليلة بخلاف ليلة القدر، فإنها في رمضان بلا شك، والله تعالى أعلم.

يقول السائل: أرجو من فضيلتكم بيان فضل ليلة القدر، وما ورد فيها من الآيات الكريمات؟

نوَّه الله تعالى بشأنها، وسمَّاها ليلة القدر، قيل؛ لأنها تقدر فيها الآجال والأرزاق وما يكون في السنة من التدابير الإلهية، كما قال تعالى: ﴿فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ [الدخان: 4]، فسمَّاها الله ليلة القدر من أجل ذلك، وقيل سُمِّيت ليلة القدر؛ لأنها ذات قدر وقيمة، ومنزلة عند الله سبحانه وتعالى، وسمَّاها الله ليلة مباركة، كما قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ [الدخان: 3]، ونَوّه الله بشأنها بقوله: ﴿وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ [القدْر: 2- 3] أي: العمل في هذه الليلة المباركة يعدل ثواب العمل في ألف شهر، ليس فيها ليلة القدر؛ وألف شهر ثلاثة وثمانون عامًا وزيادة، فهذا مما يدل


الشرح