أن
يوفَّقني فِي مَهْنَتِي وَالْحَمْد لِلَّه بِمَشِيئَتِه وُفِّقْت فصمَّمت عَلَى
الْوَفَاء بِالنَّذْر.
قَال صلى الله عليه
وسلم: « مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ
فَلْيُطِعْهُ» ([1]).
وَأَنْت نَذَرَت أن
تَصُوم إِذَا حَصَلَت عَلَى مَطْلُوبُك، وَقَد تَحْصُل الْمَطْلُوب فَوَجَب
عَلَيْك الْوَفَاء بِالنَّذْر، وَقَد ذُكِرْت أَنَّك بَدَأْت بِالْوَفَاء وَصُمْت
عِدَّة مَرَّات وَلَكِن فِي أَثْنَاء عَمَلُك فِي الصَّحْرَاء كَان يشقُّ عَلَيْك
الصِّيَام. نَقُول: يَجِب عَلَيْك أن تَصُوم ولو كَنَّت فِي الصَّحْرَاء ولو صَار
مَعَه مشقَّة متحمَّلة. فَيَجِب عَلَيْك أن تُوَاصِل كَلّ شَهْر وَتَصُوم مِنْه
ستَّة أَيَّام عملاً بِالنَّذْر، أَمَّا إِذَا بَلَغ الأَمْر إِلَى الخطورة
بِحَيْث لَو صَام لَحَصَل عَلَيْه خَطَر مَن الْهَلاَك فَحِينَئِذ يُفطر ويقضي
الأَْيَّام الَّتِي تَرَك صَوْمُهَا لِلْعُذْر إِذَا اسْتَطَاع قضاءها وَالله
أَعْلَم.
انتهى بحمد الله تعالى الجزء الثالث
ويليه بمشيئة الله تعالى الجزء الرابع
كتاب الحج
**********
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6318).
الصفحة 37 / 590