×

 وَيَنْبَغِي أن يُعلم أن النَّذْر كَمَا قَال الرَّسُول صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَأْتِي بِخَيْرٍ، وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ» ([1]).

وَقَد نَهَى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم عَن النَّذْر ([2]). فَالدُّخُول فِي النَّذْر مَكْرُوه لأَنَّه يَلْزَم عَلَيْه الْحَرَج، وَأَن الإِْنْسَان يُكَلِّف نَفْسَه شيئًا لا يَسْتَطِيع الْوَفَاء بِه أَو يَشُقّ عَلَيْه فَالإِْنْسَان قَبْل النَّذْر لا يَنْبَغِي لَه أن يُنْذَر وَلَكِن بَعْدَمَا يُنْذَر فَإِنَّه يَتَعَيَّن عَلَيْه الْوَفَاء إِذَا كَان نَذْرُه طَاعَة وَالله تَعَالَى أَثْنَى عَلَى الَّذِين يُوفُون بِالنَّذْر فَقَال: ﴿يُوفُونَ بِٱلنَّذۡرِ وَيَخَافُونَ يَوۡمٗا كَانَ شَرُّهُۥ مُسۡتَطِيرٗا [الإنسان: 7]، وَقَال: ﴿وَمَآ أَنفَقۡتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوۡ نَذَرۡتُم مِّن نَّذۡرٖ فَإِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُهُۥۗ [البقرة: 270]، وَقَال تَعَالَى: ﴿وَلۡيُوفُواْ نُذُورَهُمۡ [الحج: 29]. وَالنَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يَقُوْل: «مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللهَ فَلْيُطِعْهُ» ([3]).

رَجُل نَذَر أن يَصُوم لِلَّه ونظرًا لِعَمَلِه فِي الصَّحْرَاء

لَم يَسْتَطِع فَمَاذَا عَلَيْه

**********

أَنَا مُسْلِم سُودَانِيّ أَعْمَل حفَّارًا فِي الصَّحْرَاء كَنْتُ نَذَرْت لِلرَّحْمَن صومًا ثَلاَثَة أَيَّام مَن كَلّ شَهْر هَجْرِي وَكُنْت مواظبًا عَلَى هَذَا الصِّيَام إِلَى أن الْتَحَقَت بِالْعَمَل فِي الصَّحْرَاء حَيْث إن طَبِيعَة الْعَمَل شاقَّة وَصُمْت أَيَّام شَوَّال وَوَجَدَت فِيهَا مَشَقَّة وَلَم أَصُمّ الأَْشْهُر الثَّلاَثَة أَو الأَْرْبَعَة الَّتِي تلتها فَأَرْجُو أن تَدُلُّونِي عَن كَفَّارَة مَا هِي أَو الْبَدِيل لِلصَّوْم تَحْت هَذِه الظُّرُوف. وَسَبَب النَّذْر أَنَّنِي قَد طُلِبَت مَن الله الْعَلِيّ الْقَدِير


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6315)، مسلم رقم (1639).

([2])  صحيح مسلم بشرح النووي (11/ 97 - 99).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (6318).