وكذلك لا يجوزُ قراءةُ القرآنِ في حالةِ الحيضِ للمرأةِ
أو النفاسِ؛ لأن هذا حدثٌ أكبرُ يمنعُها من تلاوةِ القرآنِ إلا عند الضرورة، ولا
يجوزُ قراءةُ القرآنِ في الأماكنِ النجسةِ والقذرةِ كالحمام؛ أما الأماكنُ
النظيفةُ والأماكنُ الشريفةُ الطاهرةُ المناسبةُ، فينبغي للإنسانِ أن يقرأَ
القرآنَ كلما تمكنَ من ذلك، سواء قرأَه عن ظهرِ قلبٍ أو قرأه من المصحفِ، ليكونَ
له حظٌّ من أجرِ التلاوةِ التي أخبرَ عنها صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ
فَلَه حَسَنَة، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا لاَ أَقُولُ آلم حَرْف وَلَكِنْ
أَلِفٌ حَرْف ولاَمٌ حَرْف وَمِيمٌ حرف» ([1]). وفي
الحديثِ عن الرسولِ صلى الله عليه وسلم: «ما
اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ من بُيُوتِ اللهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ
ويَتَدَارَسُونَ بَينَهُم إلا نَزَلَتْ عَلَيْهُمُ السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمُ
الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلاَئِكَةُ وذَكَرَهُمُ اللهُ في مَنْ عِنْدَه» ([2]).
وكذلك قولُه سبحانه
وتعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتۡلُونَ كِتَٰبَ
ٱللَّهِ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنفَقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ
يَرۡجُونَ تِجَٰرَةٗ لَّن تَبُورَ ٢٩لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن
فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ ٣٠} [فاطر: 29- 30]
مدحهم اللهُ على هذه الصفاتِ، وأولُها أنهم يتلونَ كتابَ اللهِ عز وجل، بمعنى أنهم
يقرؤونه ويُكثرون من قراءِته طلبًا للأجرِ والثوابِ، واحتسابًا لوعد اللهُ سبحانه
وتعالى، ثم يعملون به فيُقيمون الصلاةَ وينفقون مما رزقهم اللهُ سرًّا وعلانية
رجاءَ ثوابه.
***
([1])أخرجه: الترمذي رقم (2910)، والبيهقي في الشعب رقم (1786)، والطبراني رقم (8646).
الصفحة 3 / 28