×

 وتلاوةُ القرآنِ مُيسَّرة، سواء كانت تلاوةً مجردةً عن الصلاةِ، بأن يتلو الإنسانُ القرآنَ وهو جالسٌ أو راكبٌ أو مُضجعٌ، متوضئ أو غير متوضئ، من غير مسٍّ للمصحفِ في حالةِ عدم الوضوء، أما من عليه حدثٌ أكبر فلا يقرأُ حتى يغتسل، ويتلوه في الصلاة وهذا أفضلُ، أو يتلوه في قيامِ الليلِ أو التهجد قال اللهُ سبحانه وتعالى: {إِنَّا سَنُلۡقِي عَلَيۡكَ قَوۡلٗا ثَقِيلًا ٥إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيۡلِ هِيَ أَشَدُّ وَطۡ‍ٔٗا وَأَقۡوَمُ قِيلًا ٦} [المزمل: 5- 6].

فالذي يتلو القرآن في صلاة الليل أفضل من الذي يتلو القرآن وهو جالس أو في النهار، وإن كانت قراءةُ القرآنِ في أي وقتٍ عبادةً عظيمةً، لكنها تتفاضلُ وتتفاوتُ بحسْبِ الأوقاتِ والأحوال.

وكلما أكثر الإنسانُ من تلاوةِ القرآنِ في صلاةِ الفريضةِ، في الركعتين الأوليين من الرُّباعيةِ والثُّلاثيةِ أو في صلاةِ الفجر؛ فإنه كلما أطالَ فإن ذلك أفضل؛ ولذلك سمَّى اللهُ القرآنَ صلاة، قال الله تعالى: {وَلَا تَجۡهَرۡ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتۡ بِهَا} [الإسراء: 110] والمقصودُ: لا تجهرْ بالقرآن في صلاتِك ولا تخافت به.

كما أن اللهَ سمَّى الصلاةَ قرآنًا، كما في قولِه تعالى: {أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا ٧٨وَمِنَ ٱلَّيۡلِ فَتَهَجَّدۡ بِهِۦ نَافِلَةٗ لَّكَ عَسَىٰٓ أَن يَبۡعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامٗا مَّحۡمُودٗا ٧٩} [الإسراء: 78- 79]، فسمَّى صلاةَ الفجرِ قرآنًا لأنها تطول فيها القراءة أكثر من غيرها.

فالحاصلُ من هذا كلِّه: أن الله سبحانه وتعالى يطلب منا ويأمرنا أن نقرأَ القرآنَ، وأن نُكثرَ من تلاوةِ القرآنِ في صلاتِنا الفريضةِ والنافلةِ، وفي بقيةِ أحوالِنا، سواء كنَّا جالسين أو راكبين أو مضجعين، وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأُ القرآنَ على غالبِ أحوالِه، ولم يكنْ يمنعه من تلاوةِ القرآنِ إلا الجنابة.


الشرح