ويُقوِّي فيك الإيمانَ قال تعالى: {إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ
إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ
زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ
وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ
دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٤} [الأنفال: 2- 4].
فتلاوةُ القرآنِ مع
تدبرِه والتفكيرِ فيه تُزيدُ في إيمانِ العبد قال تعالى: {فَأَمَّا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ} [التوبة: 124].
وكلما أكثرَ
الإنسانُ من تدبرِ هذا القرآن؛ فإنه يَزيد إيمانُه ويزيدُ يقينُه، ويطمئنُ قلبُه
ويزيد علمُه وفقهُه، فإنه لا يشبعُ منه العلماء، ولا تَفنى عجائبُه، ولا يخلَقُ من
كثرةِ الرد.
وقال سبحانه وتعالى
في الردِّ على المرتدين والزائغين: {فَهَلۡ عَسَيۡتُمۡ
إِن تَوَلَّيۡتُمۡ أَن تُفۡسِدُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَتُقَطِّعُوٓاْ أَرۡحَامَكُمۡ ٢٢أُوْلَٰٓئِكَ
ٱلَّذِينَ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فَأَصَمَّهُمۡ وَأَعۡمَىٰٓ أَبۡصَٰرَهُمۡ ٢٣أَفَلَا
يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَ أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ ٢٤إِنَّ ٱلَّذِينَ
ٱرۡتَدُّواْ عَلَىٰٓ أَدۡبَٰرِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡهُدَى ٱلشَّيۡطَٰنُ
سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَىٰ لَهُمۡ ٢٥ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمۡ قَالُواْ لِلَّذِينَ كَرِهُواْ
مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ سَنُطِيعُكُمۡ فِي بَعۡضِ ٱلۡأَمۡرِۖ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ إِسۡرَارَهُمۡ
٢٦} [محمد: 22- 26].
ولو أنهم تدبروا
القرآنَ لزالت عنهم كلُّ هذه الأمراضِ وهذه العوارضِ القبيحة، ولوصلوا أرحامَهم،
ووصلوا ما أمرَ اللهُ به أن يوصَل، ولأطاعوا اللهَ ورسولَه، ولكنهم لما أعرضوا عن
القرآنِ ولم يتدبروه؛ ابتلوا بهذه المصائب، فابتُلوا بالقطيعة وحقَّت عليهم
اللعنة، ووقعوا في الرِّدة؛ كلُّ ذلك بسبب أنهم لم يتدبروا القرآن، وأغلقت قلوبُهم
عن الفهم: {أَمۡ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقۡفَالُهَآ} [محمد: 24].