الدرس الثامن والثمانون
قال
الله سبحانه وتعالى: {وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ
جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ لَتُؤۡمِنُنَّ بِهِۦ
وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ إِصۡرِيۖ
قَالُوٓاْ أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ ٨١ فَمَن تَوَلَّىٰ بَعۡدَ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ
هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ ٨٢ أَفَغَيۡرَ دِينِ ٱللَّهِ
يَبۡغُونَ وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا
وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ ٨٣ قُلۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ
وَمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ
وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ
مِن رَّبِّهِمۡ لَا نُفَرِّقُ بَيۡنَ أَحَدٖ مِّنۡهُمۡ وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ
٨٤ وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا
فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٨٥﴾
[آل عمران: 81- 85].
الحمد
لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
·
وبعد:
في
هذه الآيات الكريمات إلزام اليهود والنصارى بالإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم،
والإيمان بدين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم.
وذلك
أن الله سبحانه أخذ الميثاق على الأنبياء، أنه إن بُعِث محمد صلى الله عليه وسلم
وأحد منهم حي؛ أن يتبعه ويؤمن به. واعترف الأنبياء بذلك، وأشهدهم الله على ذلك،
وشهد هو بنفسه سبحانه وتعالى على وجوب الإيمان بمحمد صلى الله عليه وسلم على جميع
الخلق وفيهم الأنبياء، وفيهم اليهود والنصارى وأهل الكتاب.
والإيمان
بالإسلام الذي هو دينه، وبمحمد صلى الله عليه وسلم؛ لم يأتِ بما يخالف ما عليه
الأنبياء، بل جاء بما يُصَدِّق ما عليه الأنبياء من قبله.
الصفحة 1 / 327