وهل
الله جل وعلا يُزيغ قلب الإنسان بعدما هداه؟ نعم،
يُزيغه بعدما هداه بسبب من قِبَل العبد {فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ﴾ [الصف: 5]، وإلا فالله جل وعلا إذا استقام العبد فإنه
يَزيده؛ {لَئِن
شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ﴾
[إبراهيم: 7]، لكن العبد إذا انحرف حرفه الله سبحانه وتعالى، وإذا زاغ أزاغه الله
سبحانه وتعالى عقوبة له؛ قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفِۡٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ
يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ﴾ [الأنعام: 110]، نسأل الله العافية، فالسبب من قِبل
العبد، والقَدَر من قِبل الله جل وعلا.
{رَبَّنَا لَا
تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ﴾ [آل عمران: 8] أي: أعطنا من لدنك رحمة!! نحن ضعفاء
نحتاج إلى رحمة الله سبحانه وتعالى، {إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ﴾
[آل عمران: 8] توسلوا إلى الله جل وعلا باسم من أسمائه وهو الوهاب.
وبهذا
يتضح: أن تفسير القرآن أمر مهم جدًّا ويحتاج إلى تعلم، وجميع
أمور الدين تحتاج إلى تعلم وإتقان وضبط.
والعلم
لا يؤخذ عفوًا أو بالقراءة أو بالمطالعة أو بكثرة الكتب؛ إنما يؤخذ العلم بالتلقي
عن أهله من الراسخين في العلم.
فيجب
التنبه لهذا الأمر لئلا يقع الإنسان فيما وقع فيه أولئك، نسأل الله العافية، فيظن
أنه على حق وهو على ضلال، ويظن أنه يفهم القرآن وهو لا يفهمه؛ لأنه ما أَخَذ
الأصول. ومَن ضَيَّع الأصول حُرِم الوصول. هذه قاعدة.
نسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح، وأن يرينا الحق حقًّا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.