والله
جل وعلا يقول في الآية الأخرى: {وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ﴾ [التوبة: 72]. أكبر مما في الجنة كلها، بأن يُحِل عليهم
رضاه فلا يسخط عليهم أبدًا.
{وَٱللَّهُ
بَصِيرُۢ بِٱلۡعِبَادِ﴾
[آل عمران: 15] بصير بمن يستحق هذه الجنات ومَن لا يستحقها، الله لا يعطيها كل
أحد، وإنما يعطيها من يعلم أنه يستحقها.
وأيضًا:
الله بصير بأعمال العباد: فإن كانت أعمالهم تؤهِّلهم لدخول هذه الجنات فإن الله جل
وعلا يرزقهم هذه الجنة. وإن كانت أعمالهم لا تؤهِّلهم فلن ينالوها.
أما
ملاذ الدنيا من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة
والأنعام والحرث؛ فهذه ينالها المسلم والكافر. أما هذه الجنات وما فيها فلا ينالها
إلا أهل الإيمان. وأما الكفار فإنها حرام عليهم؛ قال تعالى: {إِنَّهُۥ مَن
يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ
وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ﴾
[المائدة: 72].
هذا
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يُصلِح أعمالنا وأقوالنا، وأن يُثبِّتنا وإياكم على
ديننا إلى يوم نلقاه، وأن يَكفينا شر أعدائنا من الكفار والمنافقين، وأن يُصلح لنا
القول والعمل ويُثبِّتنا على ذلك إلى يوم نلقاه.
اللهم
انصر دينك وكتابك وسُنة نبيك وعبادك المؤمنين.
اللهم دَمِّر أعداءك أعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة، ومَن أعانهم من المنافقين والمرتدين.