×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

{وَٱللَّهُ عِندَهُۥ حُسۡنُ ٱلۡمَ‍َٔابِ [آل عمران: 14] أي: المرجع. فهو خير من هذه الأمور عند الله، وهذه أمور قليلة وأمور زائلة، لكن ما عند الله خير وأبقى.

ولهذا قال تعالى: {قُلۡ أَؤُنَبِّئُكُم بِخَيۡرٖ مِّن ذَٰلِكُمۡۖ [آل عمران: 15]. خير من الشهوات والنساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث. فعند الله ما هو خير من هذه الأمور، فاطلبوا من الله الذي يبقى ولا ينقطع، ولا تنشغلوا بالمتاع القليل الزائل.

{لِلَّذِينَ ٱتَّقَوۡاْ [آل عمران: 15] خاصة. أما الكفار فليس لهم نصيب من هذا المآب الحسن، {عِندَ رَبِّهِمۡ جَنَّٰتٞ [آل عمران: 15] جمع جنة، جنات كثيرة لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، {تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ [آل عمران: 15] منظرها يأخذ العقول، وأيضًا تجري تحتها الأنهار المتعددة التي ذكر الله منها: {أَنۡهَٰرٞ مِّن مَّآءٍ غَيۡرِ ءَاسِنٖ وَأَنۡهَٰرٞ مِّن لَّبَنٖ لَّمۡ يَتَغَيَّرۡ طَعۡمُهُۥ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ خَمۡرٖ لَّذَّةٖ لِّلشَّٰرِبِينَ وَأَنۡهَٰرٞ مِّنۡ عَسَلٖ مُّصَفّٗىۖ وَلَهُمۡ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَٰتِ [محمد: 15].

هذا ما في الجنة وهو دائم ومستمر. أما ما في الدنيا فهو منقطع وهالك. فقارِن بين هذا وهذا.

{وَأَزۡوَٰجٞ مُّطَهَّرَةٞ [آل عمران: 15] مطهرة مما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والبول والغائط... وغير ذلك. ومطهرات في أخلاقهن، ومطهرات من النجاسات والقاذورات. فإذا كنت تحب النساء فاطلب هذه الأزواج في الجنة، ولا تقتصر على نساء الدنيا.

وأعظم من ذلك كله {وَرِضۡوَٰنٞ مِّنَ ٱللَّهِۗ [آل عمران: 15] فيُحِل رضوانه على أهل الجنة فلا يَسخط عليهم أبدًا.


الشرح