{مِنَ ٱلنِّسَآءِ﴾
بدأ بالنساء لأنهن أشد فتنة من غيرهن؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَا
تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ» ([1]).
فبدأ
بالنساء لشدة الافتتان بهن ليُحذِّر عباده من ذلك، والنساء حبائل الشيطان إلا مَن
مَنَّ الله عليها بالإيمان والصلاح والاستقامة. وأما جملة النساء فهن فتنة.
{وَٱلۡبَنِينَ﴾ [آل عمران: 14] لأن البنين يَفتنون الإنسان لانشغاله
بهم.
{وَٱلۡقَنَٰطِيرِ
ٱلۡمُقَنطَرَةِ﴾ [آل عمران: 14] قناطير:
جمع قنطار، وهو المال الكثير، {مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلۡفِضَّةِ﴾
[آل عمران: 14] الذهب هو أنفس المعادن، وكذلك الفضة، فهما مَعْدِنان نفيسان يتنافس
الناس فيهما.
{وَٱلۡخَيۡلِ ٱلۡمُسَوَّمَةِ﴾ [آل عمران: 14] قيل: المراد بها الراعية التي ترعى، وهي
السائمة. وقيل: المراد بها المُجمَّلة بالغُرة والتحجيل.
{وَٱلۡأَنۡعَٰمِ﴾ [آل عمران: 14] وهي الإبل والبقر والغنم؛ لأن كثيرًا من
الناس يحبون الأنعام.
{وَٱلۡحَرۡثِۗ﴾ [آل عمران: 14] وهو الزراعة، والغرس والإنتاج.
وهذه
إن استُغلت في الخير صارت خيرًا، وإن استُغلت في الشر صارت شرًّا على صاحبها.
بحَسَب ما يتجه به الإنسان مع هذه الأمور، لكن الغالب أنها تأخذ عقل الإنسان وفكره
وتشغله عن ذكر الله عز وجل.
قال جل وعلا: {ذَٰلِكَ مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَاۖ﴾ [آل عمران: 14] هذه الأمور التي تُعْجِب الناس ويحبونها حبًّا شديدًا هي مؤقتة، فهي تفنى وتنقطع ولا تستمر، فلا تغتر بها أيها الإنسان.
([1]) أخرجه: البخاري برقم (5096)، ومسلم برقم (2740).