×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

{كَانَ مَشۡهُودٗا [الإسراء: 78] محضورًا، الملائكة، ملائكة الليل الحفظة، وملائكة النهار الذين يتعاقبون على بني آدم لإحصاء أعمالهم، {وَإِنَّ عَلَيۡكُمۡ لَحَٰفِظِينَ ١٠ كِرَامٗا كَٰتِبِينَ ١١ يَعۡلَمُونَ مَا تَفۡعَلُونَ ١٢ [الانفطار: 10-12]، يتعاقبون، قال صلى الله عليه وسلم: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ، وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ، وَفِي صَلاَةِ الْعَصْر» ([1])، وفي صلاة الفجر يجتمع الذين نزلوا والذين باتوا معنا، ثم بعد ذلك يصعد الذين باتوا معنا ويبقى الذين نزلوا للنهار، فإذا جاء العصر نزلت ملائكة الليل وصَعِدت ملائكة النهار، فيحضرون صلاة العصر مع المسلمين؛ ولذلك الله رَغَّب في الصلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَلَ الجَنَّةَ» ([2]). والبَرْدان: الفجر والعصر، {وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ قَبۡلَ طُلُوعِ ٱلشَّمۡسِ وَقَبۡلَ غُرُوبِهَاۖ [طه: 130].

هذا ترغيب في هاتين الصلاتين: صلاة الفجر وصلاة العصر. فكيف يَغفل الإنسان ويهمل نفسه ويترك ما أوجب الله عليه من حضور صلاة الفجر؟!

أما إذا وفَّقه الله وجَمَع بين قيام الليل والاستغفار بالأسحار وصلاة الفجر، فماذا يكون له من الأجر عند الله سبحانه وتعالى ؟! لكن المحروم مَن حَرَم نفسه.

{ٱلصَّٰبِرِينَ وَٱلصَّٰدِقِينَ وَٱلۡقَٰنِتِينَ وَٱلۡمُنفِقِينَ وَٱلۡمُسۡتَغۡفِرِينَ بِٱلۡأَسۡحَارِ [آل عمران: 17] هذه صفاتهم، عَرَضها الله علينا لنتَّصف بها ونحافظ عليها.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (555)، ومسلم رقم (632).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (574)، ومسلم رقم (635).