الله
جل وعلا يَعْرِض عليك هذه الأمور، وأنت غافل ونائم! تحرم نفسك من هذا الخير العظيم
الذي يَعْرِضه عليك ربك جل وعلا؛ لأنه جل وعلا يقول: «هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ
فَأَغْفِرَ لَهُ ؟»، والله جل وعلا لا يُخلف وعده. فكن حاضرًا في هذا الوقت يا
أخي.
لو
عَلِم بعضنا أو كثير من الناس، لو علموا أنه في الوقت الفلاني أو المكان الفلاني
توزَّع أموال على الناس، لرأيتهم يتبادرون إلى المكان وإلى الزمان طمعًا في المال!
ولكن أمور الآخرة قَلَّ مَن ينتبه إليها!!
«هَلْ
مِنْ سَائِلٍ فَأُعْطِيَهُ ؟» سائل أي شيء، تسأل الرزق، تسأل
العافية، تسأل الشفاء، تسأل العلم النافع، تسأل الحوائج، «هَلْ مِنْ سَائِلٍ
فَأُعْطِيَهُ ؟»، يعطيك الله جل وعلا ما سألت.
«هَلْ
مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ ؟»،
أنت لك ذنوب يا أخي، لك ذنوب وجاءت الفرصة الآن، الله جل وعلا يقول: «هَلْ مِنْ
تَائِبٍ فَأَتُوبَ عَلَيْهِ ؟».
تُبْ
إلى الله عز وجل، احضر في هذا الوقت واغتنم هذه الفرصة عند الله سبحانه وتعالى،
وعَوِّد نفسك في كل آخر ليل، ثم بعد ذلك صلاة الفجر، نسأل الله الكريم من فضله.
{أَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
لِدُلُوكِ ٱلشَّمۡسِ إِلَىٰ غَسَقِ ٱلَّيۡلِ وَقُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِۖ﴾ [الإسراء: 78] صلاة الفجر، {إِنَّ قُرۡءَانَ
ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا﴾
[الإسراء: 78].
عَبَّر الله عن صلاة الفجر بالقرآن {إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ﴾ يعني صلاة الفجر، لماذا؟ لأنها تطول فيها القراءة، وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ بالستين إلى المائة في صلاة الفجر ([1])، تطول فيها القراءة؛ فلذلك سماها الله قرآن الفجر، أي: صلاة الفجر.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (541)، ومسلم رقم (461).