آلهةٌ
متعددة لتفاوتت واختلفت واختلت، {لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ
لَفَسَدَتَاۚ﴾ [الأنبياء: 22]، {مَا ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ
مِن وَلَدٖ وَمَا كَانَ مَعَهُۥ مِنۡ إِلَٰهٍۚ إِذٗا لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَٰهِۢ
بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعۡضُهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ﴾
[المؤمنون: 91].
فانتظام
هذا الكون في سمواته وأرضه ومخلوقاته، هذا النظام الدقيق المحكم شاهد على وحدانية
الخالق سبحانه وتعالى.
ولهذا
يقول الشاعر:
فيا عجبا كيف يُعصى الإله |
|
أم كيف يجحده الجاحدُ |
وفي كل شيء له آية |
|
تدل على أنه واحدُ |
وقال
آخَر:
تأملْ في نبات الأرض
وانظر |
|
إلى آثار ما صَنَع
المَليكُ |
عيون من لُجَيْن ناظراتٌ |
|
بأحداق هي الذهب
السَّبيكُ |
على
قُضُب الزبرجد شاهدات |
|
بأن الله ليس له شَريكُ |
فكل
هذه الكائنات التي ترونها وما لا ترونه من المخلوقات؛ كله يدل على أن خالقه واحد؛
إذ لو كان الخالق متعددًا لفسد هذا الكون ولتَقطَّع، ولذهب كلّ إله بما خَلَق،
حينئذٍ تفسد السموات والأرض؛ {لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ
لَفَسَدَتَاۚ فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ رَبِّ ٱلۡعَرۡشِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾ [الأنبياء: 22].
فهذا
معنى: {شَهِدَ ٱللَّهُ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ﴾ [آل عمران: 18]، شهادة لا شك فيها، شهادة صادقة، لا يشك
فيها إلا أهل الإلحاد وأهل الكفر، الذين أعمى الله بصائرهم، فهم لا يؤمنون بالله
عز وجل.
ولهذا يقول جل وعلا: {قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ﴾ [يونس: 101]، وقال سبحانه: {أَوَلَمۡ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيۡءٖ﴾ [الأعراف: 185].