فلما
بُعِث محمد صلى الله عليه وسلم صار الإسلام هو ما جاء به، ونَسَخ الله به الأديان
السابقة، وصار الإسلام بعد بَعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به محمد عليه
الصلاة والسلام؛ لأن الله بعثه كافة للناس، بعثه للعالمين جميعًا.
وكان
الرسول من الرسل السابقين يُبعث إلى قومه خاصة، أما نبيِّنا محمد صلى الله عليه
وسلم فإنه بُعِث للناس كافة، وهذا من خصائصه عليه الصلاة والسلام.
فالإسلام
بعد بَعثة محمد صلى الله عليه وسلم هو دين محمد، وما عداه من الأديان إما أن يكون
باطلاً من أصله كالشرك والكفر، وإما أن يكون في أصله صحيحًا لكنه نُسِخ بشريعة
محمد صلى الله عليه وسلم.
فما
عدا الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه لا يُقبل من صاحبه، مهما
أتعب نفسه فيه.
فإذا
أردتَ أن تعرف ما أنت عليه هل هو صحيح أو ليس بصحيح؟
فاعرضه
على ما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
فإن
وافق الإسلام وما جاء به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فهو صحيح. وإن خالفه فهو
باطل، فلا تتعب نفسك فيه.
ليس
هناك طريق إلى الله إلا عن طريق هذا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم،{قُلۡ إِن
كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ
لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ
فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢﴾ [آل عمران: 31،
32].
فالذي يزعم أنه يَصِل إلى الله من غير طريق محمد صلى الله عليه وسلم، وهو على غير شريعته؛ فإنه مغرور وعمله باطل، ولن يصل إلى الله أبدًا!! إنما يصل إلى الله مَن سار على طريقة محمد صلى الله عليه وسلم ! قال تعالى: {وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمۡ عَن سَبِيلِهِۦۚ ذَٰلِكُمۡ وَصَّىٰكُم بِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [الأنعام: 153].