×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 {قَالَ ٱلۡحَوَارِيُّونَ [آل عمران: 52] وهم تلاميذ المسيح وخواصه، وكان معه اثنا عشر رجلاً هم من خواصه وأتباعه.

{نَحۡنُ أَنصَارُ ٱللَّهِ [آل عمران: 52] كما أن نبيِّنا محمدًا صلى الله عليه وسلم لما طلب النصرة والإيواء، قال الأنصار في المدينة: «نحن أنصار الله» فسُموا بالأنصار. فعيسى عليه السلام طَلَب من يعينه في تبليغ رسالته وأداء مهمته. وكذلك كل من يدعو إلى الله لا بد أن يكون له ظهر يحميه ويؤيده.

{ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ [آل عمران: 52] اشهد أيها الرسول بأنا مسلمون، منقادون لله سبحانه وتعالى، مخلصون له العبادة.

ثم قالوا متوسلين إلى الله: {رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ [آل عمران: 53] آمنا بما أنزلت من التوراة والإنجيل. {وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ [آل عمران: 53] أي: عيسى عليه السلام. {فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ [آل عمران: 53] الذين يشهدون للرسل بالبلاغ، فنحن نشهد أن رسولك ونبيك عيسى عليه السلام قد بَلَّغ البلاغ المبين، فاكتب شهادتنا عندك، نؤدها يوم القيامة أن عيسى عليه السلام بَلَّغ رسالة ربه.

كما أن هذه الأمة تشهد يوم القيامة لجميع الرسل أنهم بَلَّغوا أممهم، {وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَٰكُمۡ أُمَّةٗ وَسَطٗا لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيۡكُمۡ شَهِيدٗاۗ [البقرة: 143]، فهذه الأمة تشهد للرسل يوم القيامة أنها بَلَّغت أممها الرسالات التي جاءت بها من عند الله عز وجل، فأتباع المسيح طلبوا من الله أن يجعلهم ممن يشهدون يوم القيامة لرسوله بالبلاغ.

هذا والله أعلم.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه.

***


الشرح