ألا يعبدوا إلا إياه، قال
سبحانه: {أَلَمۡ
أَعۡهَدۡ إِلَيۡكُمۡ يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ أَن لَّا تَعۡبُدُواْ ٱلشَّيۡطَٰنَۖ
إِنَّهُۥ لَكُمۡ عَدُوّٞ مُّبِينٞ ٦٠ وَأَنِ ٱعۡبُدُونِيۚ هَٰذَا صِرَٰطٞ مُّسۡتَقِيمٞ ٦١﴾
[يس: 60، 61].
فالله
أَخَذ العهد على بني آدم عمومًا أن لا يعبدوا إلا الله، وأَخَذه على أهل الكتاب
خصوصًا، فخانوا هذا العهد، وأشركوا بالله عز وجل، ولم يفوا بالعهد؛ لأجل الحصول
على مطامع الدنيا، على المال، على الجاه، على الرئاسة، اشتروا بعهد الله، يعني:
باعوا عهد الله، اشتروه بثمن قليل.
فالذي
يخون عهد الله الذي أخذه عليه يستحق من الله أشد العقوبة، ومنهم اليهود والنصارى،
فإنهم خانوا عهد الله الذي أخذه عليهم، فأشركوا بالله، فالنصارى قالوا: «المسيح
ابن الله»، أو «ثالث ثلاثة»، أو «إن الله هو المسيح ابن مريم». وهذا مخالف لعهد
الله عز وجل الذي أخذه عليهم أن لا يعبدوا إلا الله. واليهود قالوا: «عزيرٌ ابن
الله». وعبدوا العجل، كما ذكره الله عنهم. فهم خانوا عهد الله سبحانه وتعالى.
{إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا﴾ [آل عمران: 77] لما ذَكَر خيانتهم لله، ذَكَر خيانتهم
للخَلْق، وهو أنهم يحلفون للخلق، يحلفون بالله للخلق وهم كاذبون، لا يُعظِّمون اليمين
بالله عز وجل، بل يحلفون لهم على الكذب.
ويدخل
في هذا: الذي يحلف بالله في الخصومة عند القاضي، إذا توجهتْ
إليه اليمين؛ لأجل أن يكسب القضية ويُنهي الخصومة، وهو كاذب.
ويشمل الذي يحلف على السلع التي يبيعها للناس، يحلف أنها سميت بكذا وكذا، أو أنه اشتراها بكذا وكذا، أنها من النوع الجيد وهو كاذب؛ لأجل أن يخدع الناس.