وهذه
هي اليمين الغَموس التي تغمس صاحبها في الإثم ثم في النار.
أما
الكاذب في الخصومة إذا توجهت اليمين على الخَصم، فحَلَف وهو كاذب؛ فقد قال صلى
الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ لِيَقْتَطِع
بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» ([1]).
وسبب
الحديث: أنه حصلت خصومة بين الأشعث بن قيس الكِنْدي ورجل حضرمي، في بئر بينهما،
وتخاصما فيها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطلب النبي صلى الله عليه وسلم من
الأشعث البينة، فلم يكن عنده بينة، فقال: «لَكَ يَمِينُهُ». قال الأشعث: يا
رسول الله، يحلف وهو كاذب! فقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى
يَمِينٍ هُوَ فِيهَا كَاذِبٌ لِيَقْتَطِع بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ
اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ» ([2]).
وأنزل
الله مصداق ذلك في هذه الآية: {إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ
وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ
وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا
يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾
[آل عمران: 77].
والحلف
على السلع بالكذب جاء فيه الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلاَثَةٌ
لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلاَ
يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» قَالُوا: مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ
اللهِ؟ قَالَ: «الْمُسْبِلُ، وَالْمَنَّانُ، وَالْمُنَفِّقُ سِلْعَتَهُ
بِالأَْيْمَانِ الْكَاذِبَةِ» ([3]).
المسبل: هو الذي يطيل ثيابه وملابسه تحت الكعبين. هذا مسبل، والإسبال كبيرة من كبائر الذنوب، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَا أَسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ