مُتَعَمِّدًا،
فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ» ([1])،
فلا يجوز الكذب على الله ولا على رسوله ولا على الناس.
{وَيَقُولُونَ
عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾
[آل عمران: 78]، يعني أنهم يكذبون على الله متعمدين ذلك، وهذا أشد أنواع الكذب، أن
يكذب الإنسان على الله متعمدًا، أو يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم متعمدًا،
وهو يعلم أنه كاذب على الله أو على رسوله، هذا أشد أنواع الكذب.
{مَا كَانَ
لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ﴾
[آل عمران: 79] لا يليق ببشر يختاره الله جل وعلا لحَمْل كتابه ورسالته، لا يليق
به أن يقول للناس: اتخِذوني إلهًا من دون الله. هذا لا يليق بآحاد المؤمنين، فكيف
يليق بنبي من أنبياء الله عز وجل كالمسيح عليه السلام ؟!
{وَٱلۡحُكۡمَ﴾ [آل عمران: 79] الله وَلاَّه الحكم بين الناس.
{وَٱلنُّبُوَّةَ﴾ [آل عمران: 79] أي: اختاره الله لنبوته ورسالته، فكيف
يليق بأشرف الخلق أن يأمر بعبادة غير الله، كما تقوله اليهود والنصارى؟! ويقوله
مَن قلَّدهم من خُرافيي هذه الأمة ومن جهالها، يأمرون بعبادة غير الله ويقولون:
هذا دين الرسول.
{ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [آل عمران: 79] نزلت هذه الآية في نصارى نجران، لما وفدوا على الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة، ودعاهم إلى الله، دعاهم إلى عبادة الله وتَرْك ما هم عليه من عبادة المسيح والشرك بالله عز وجل، فلما قال لهم ذلك قالوا: أتريد منا أن نعبدك؟! فأنزل الله هذه الآية ردًّا عليهم: {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤۡتِيَهُ ٱللَّهُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحُكۡمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادٗا لِّي مِن دُونِ ٱللَّهِ﴾ [آل عمران: 79].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1291)، ومسلم رقم (4).