×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

{وَلَهُۥٓ أَسۡلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا [آل عمران: 83].

{وَلَهُۥٓ أي: لله سبحانه، {أَسۡلَمََ أي: انقاد. الإسلام: هو الانقياد. فالمخلوقات كلها أسلمت لله، كلها انقادت لله عز وجل.

{طَوۡعٗا وَكَرۡهٗا، كلهم أسلموا لله، لكن منهم من أسلم طوعًا واختيارًا، وهم المسلمون الذين آمنوا بالله، وبكتبه، وبرسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره. ومنهم من أسلم كرهًا، وهم الذين كفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم مسلمون لله، أي: منقادون لأقداره وتدبيره سبحانه وتعالى.

·        فالإسلام على نوعين:

إسلام اختياري: وهو الدين والعبادة وما يفعله الإنسان باختياره وإرادته وقصده ونيته.

ودين اضطراري: وهو الانقياد العام، فلا أحد يخرج عن قضاء الله وقدره، لا أحد يخرج من ذلك، بل تنفذ فيهم أوامر الله الكونية والقدرية رغم أنوفهم، ولا يستطيعون الخلاص منها.

{وَإِلَيۡهِ يُرۡجَعُونَ المَرَدُّ إلى الله، والجميع يرجعون إلى الله يوم القيامة، لا أحد يتخلف منهم، المؤمن والكافر، والعاصي والمطيع، الذي أسلم طوعًا والذي أسلم كَرْهًا، كلهم يرجعون إلى الله، لا مفر لهم من الرجوع إليه.

وهذا وعيد لهم، أنهم وإن تجبروا وتكبروا، وطغَوا وبغَوا في هذه الحياة الدنيا، فإن لهم مصيرًا ينتظرهم حينما يلقَون الله سبحانه وتعالى، فيجازيهم بأعمالهم.

ثم قال جل وعلا: {قُلۡ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيۡنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَ وَٱلۡأَسۡبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن


الشرح