{فَإِنَّ ٱللَّهَ
غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾
[آل عمران: 97] فالكافر يضر نفسه ولا يضر الله شيئًا، لو كفر الناس كلهم ما ضروا
الله سبحانه وتعالى، وما نقصوا من مُلْكه، وإنما كفرهم يرجع ضرره عليهم؛ لأن الله
غني عنهم، {إِن
تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ
حَمِيدٌ﴾ [إبراهيم: 8] فكُفْر الكافر
إنما يرجع عليه، ولا يضر الله شيئًا.
قيل:
نزلت هذه الآية لما قال الله جل وعلا: {وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن
يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85]. قالت اليهود: نحن مسلمون والحمد لله.
فالله امتحنهم بالحج، فقال: إن كنتم مسلمين فحُجُّوا البيت. {وَلِلَّهِ
عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: 97] فأبَوا أن يحجوا، فتبين كفرهم وعنادهم،
والعياذ بالله. نسأل الله العافية.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
***
الصفحة 11 / 327