×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

{فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ [آل عمران: 97] فالكافر يضر نفسه ولا يضر الله شيئًا، لو كفر الناس كلهم ما ضروا الله سبحانه وتعالى، وما نقصوا من مُلْكه، وإنما كفرهم يرجع ضرره عليهم؛ لأن الله غني عنهم، {إِن تَكۡفُرُوٓاْ أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ [إبراهيم: 8] فكُفْر الكافر إنما يرجع عليه، ولا يضر الله شيئًا.

قيل: نزلت هذه الآية لما قال الله جل وعلا: {وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ [آل عمران: 85]. قالت اليهود: نحن مسلمون والحمد لله. فالله امتحنهم بالحج، فقال: إن كنتم مسلمين فحُجُّوا البيت. {وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ [آل عمران: 97] فأبَوا أن يحجوا، فتبين كفرهم وعنادهم، والعياذ بالله. نسأل الله العافية.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***


الشرح