وهذه
الأمة المحمدية هي آخر الأمم، وقد شهد الله لها بالخيرية فقال: {خَيۡرَ أُمَّةٍ
أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ﴾. فهذه
الأمة لا يقتصر خيرها على نفسها، بل إنها تنشر الخير في البشرية، وتدعو إلى الله،
وتجاهد في سبيل الله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر؛ تريد بذلك الخير للناس،
وليست معنية بنفسها فقط، بل هي مهتمة بشأن البشرية كلها تريد لها الخير.
ولذلك
بذلوا أنفسهم وبذلوا أموالهم وبذلوا أوقاتهم وخرجوا من ديارهم - دعاة إلى الله
ومجاهدين في سبيل الله، ومعلمين للخير، يريدون إنقاذ البشرية مما هي فيه من الضلال
وما هي فيه من الشرك والظلام.
فأنتج
الله على يد هذه الأمة خيرًا كثيرًا للبشرية، فأخرجوهم
من الظلمات إلى النور، وساروا في المشارق والمغارب ينشرون هذا الدين ويُعلِّمون
الخير، ويدعون إلى الله، ويجاهدون في سبيل الله.
حتى
ظهر هذا الدين في مشارق الأرض ومغاربها، وحتى سقطت دولة الفرس - المجوس - المتعجرفة،
وسقطت دولة الروم الضالة، ونَصَر الله هذه الأمة على كل عدو مناوئ لها. وأشد مَن
عاداها وناوأها اليهود، فنصرها الله عليهم في المدينة وفي جزيرة العرب. ونَصَرها
الله على النصارى وعلى المجوس، ونَصَرها الله على عبدة الأوثان، ونَصَرها الله على
جميع الأمم الكافرة.
حتى
بلغ هذا الدين مبلغ الليل والنهار، وأخرج الله به خلقًا كثيرًا من الظلمات إلى
النور!!
أين نتاج اليهودية والنصرانية على البشرية؟! أين خيرهما على البشرية؟!