×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 بالمعروف ولا ينهى عن المنكر أبدًا فهذا ليس بمؤمن؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإِْيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ» ([1]).

{وَيُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ [آل عمران: 114] أي: هؤلاء الذين أسلموا من اليهود والنصارى، وآمنوا بهذا الرسول وبهذا الكتاب وبهذا الدين {مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ [آل عمران: 114] وليسوا من الفاسقين الذين قال الله فيهم: {وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ [آل عمران: 110].

ثم قال سبحانه: {وَمَا يَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ فَلَن يُكۡفَرُوهُۗ [آل عمران: 115]. ما يفعلوا من خير، قليلاً كان أو كثيرًا، فإن الله سيجازيهم عليه، ولا يَضيع عنده سبحانه وتعالى عمل عامل، حتى ولو كان أصله يهوديًّا أو نصرانيًّا ثم تاب وآمن وعمل صالحًا، فإن الله يُدخله في الصالحين ولا يضيع عمله، ولا يضرهم أنهم كان أصلهم من اليهود أو النصارى؛ لأن الإسلام يَجُبُّ ما قبله، والتوبة تَجُبُّ ما قبلها؛ فلن يضيع عملهم عند الله سبحانه وتعالى.

{وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ [آل عمران: 115] الله جل وعلا عليم بمن يتقيه ويخافه، من اليهود والنصارى ومن غيرهم، فلا ينفع التصنع في الظاهر والنفاق في الظاهر والملق في الظاهر؛ لأن الله يعلم ما في القلوب من الصلاح والصدق والاستقامة.

هذا والله أعلم.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (50).