فَفَرِيقٗا
كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ﴾
[البقرة: 87]، {قُلۡ فَلِمَ
تَقۡتُلُونَ أَنۢبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبۡلُ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [البقرة: 91]، وهَمُّوا بقتل عيسى عليه السلام فأنقذه
الله منهم ورفعه إليه. وهَمُّوا بقتل محمد صلى الله عليه وسلم فلم يتمكنوا من ذلك،
وحمى الله رسوله وسلطه عليهم، فقَتَلهم وأجلى مَن أجلى منهم وخرب ديارهم وآثارهم،
والحمد لله. هذه سُنة الله سبحانه وتعالى في اليهود والنصارى.
ثالثًا:
لكثرة معاصيهم واعتدائهم؛ {ذَٰلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعۡتَدُونَ﴾ [آل عمران: 112] على الناس.
وهو
سبحانه وتعالى لا يظلم أحدًا، فلم يَحكم عليهم جميعًا بهذا الحكم، فقال سبحانه: {لَيۡسُواْ
سَوَآءٗۗ﴾ {لَيۡسُواْ﴾ أي: اليهود والنصارى، ليسوا سواء، بل منهم مَن آمن
بالله وآمن بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم.
منهم
{أُمَّةٞ
قَآئِمَةٞ﴾ [آل عمران: 113] بأمر الله.
ومنهم قُوَّام الليل والذين يتلون كتاب الله؛ كعبد الله بن سَلاَم رضي الله عنه من
أحبار اليهود، وغيره من اليهود الذين آمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم وكانوا من
خير هذه الأمة. ومن النصارى كالنجاشي الذي أسلم، وغيرهم ممن أسلم. فهؤلاء استثناهم
الله عز وجل فلم يَدخلوا في هذا الذم وهذا الوعيد؛ لأن الله أنقذهم بالإسلام،
والله لا يظلم أحدًا.
{وَيَأۡمُرُونَ
بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ﴾
[آل عمران: 114] كما أن هذه الأمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فكذلك مَن آمن
من أهل الكتاب فإنه يقوم بهذا العمل، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
وفي هذا تنويه بهذه الشعيرة العظيمة، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأنه موجود في الأمم السابقة، فكل مؤمن يجب عليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بحَسَب استطاعته. أما الذي لا يأمر