×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.

فهذا الدين وإن ابتُلي وامتُحن في بعض الأحيان إلا أنه يظهر، ويُقيض الله له حَمَلة ومجاهدين في سبيله حتى ينتصر وينقمع الباطل.

{ضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ [آل عمران: 112] لا تفارقهم، فهم ذليلون وخائفون دائمًا، دائمًا يخافون لأن الله ألقى في قلوبهم الرعب والخوف، فهم دائمًا على خوف، وأخوف ما يخافون من دين الإسلام ومن المسلمين، ولكن الله سبحانه وتعالى سيُظهر ما كانوا يحذرون وينصر دينه ويعلي كلمته؛ {وَعۡدَ ٱللَّهِۖ لَا يُخۡلِفُ ٱللَّهُ وَعۡدَهُۥ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَ ٱلنَّاسِ لَا يَعۡلَمُونَ [الروم: 6].

{إِلَّا بِحَبۡلٖ مِّنَ ٱللَّهِ [آل عمران: 112] بعهد بينهم وبين المسلمين، فإذا تعاهدوا مع المسلمين وبذلوا الجزية ودخلوا تحت حكم الإسلام، فإنهم يعيشون آمنين تحت ظل الإسلام.

{وَحَبۡلٖ مِّنَ ٱلنَّاسِ [آل عمران: 112] كذلك هم لما ضرب الله عليهم الذلة، لا يقومون إلا بمساندة من الناس، بأن تؤيدهم دولة كافرة، كما هو مشاهد من حال اليهود الآن، لولا أن دولاً كافرة تمدُّهم لما قام لهم دولة.

ثم قال: {وَبَآءُو بِغَضَبٖ مِّنَ ٱللَّهِ [آل عمران: 112]. استحقوا من الله الغضب.

·        فهم مغضوب عليهم، وذلك لأسباب:

أولاً: {كَانُواْ يَكۡفُرُونَ بِ‍َٔايَٰتِ ٱللَّهِ [آل عمران: 112]، هذا شأنهم، الكفر بآيات الله، ومِن ذلك الكفر بالقرآن وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم.

ثانيًا: يقتلون الأنبياء، كما أخبر الله عنهم: {وَيَقۡتُلُونَ ٱلۡأَنۢبِيَآءَ بِغَيۡرِ حَقّٖۚ [آل عمران: 112] {أَفَكُلَّمَا جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ 


الشرح