بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى
ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 32].
ولهذا
قال: {لَن يَضُرُّوكُمۡ﴾ أيها المسلمون، فلا تخافوا منهم مهما توعدوا وأوعدوا،
ومهما هددوا، فإذا تمسكتم بدينكم وثبتُّم على دينكم؛ فإنهم لن يضروكم إلا باللسان
فقط.
ثم
قال: {وَإِن يُقَٰتِلُوكُمۡ يُوَلُّوكُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ﴾ [آل عمران: 111]. لو قاتل اليهود والنصارى المسلمين،
فإن الله ينصر المسلمين عليهم. هذا وَعْد من الله سبحانه وتعالى، إذا صَدَق
المسلمون مع الله فإنهم {يُوَلُّوكُمُ ٱلۡأَدۡبَارَ﴾فينهزمون
أمام المسلمين.
والتاريخ
شاهد بذلك في القتال بين المسلمين وبين اليهود والنصارى، لاسيما الصليبيين الذين
غَزَوا المسلمين، واستولَوا على بيت المقدس مدة طويلة، إلا أن الله قَيَّض من
المسلمين مَن قام بجهادهم، وخَلَّص بيت المقدس منهم وعاد إلى المسلمين.
وكذلك
اليهود الآن، وإن ظهروا بالقوة وبمساندة الدول الكافرة، فإن ظهورهم لن يستمر بحول
الله كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، أن المسلمين سينتصرون عليهم في
آخر الأمر، وسيدحرونهم. فهذا وعد الله سبحانه وتعالى.
ثم
قال جل وعلا: {ضُرِبَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلذِّلَّةُ أَيۡنَ مَا ثُقِفُوٓاْ﴾ [آل عمران: 112]. من الله سبحانه وتعالى؛ لأنهم لما
كفروا بالله وكفروا برسله وعاندوا؛ فإن الله كتب عليهم الذلة، ولا ترتفع هذه الذلة
عنهم إلا إذا آمنوا ودخلوا في الإسلام، وإلا فهي مستمرة عليهم ومضروبة عليهم
دائمًا وأبدًا.
ولذلك تجدهم أذلاء دائمًا وأبدًا، وإن ارتفعت رءوسهم في بعض الأحيان فإنها تنخفض وتنهزم بإذن الله. والله جل وعلا يحمي هذا الدين وأهله، ويقيض له أنصارًا وأعوانًا يقاتلون في سبيل الله، يجاهدون في