×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

{وَإِن تُصِبۡكُمۡ سَيِّئَةٞ يَفۡرَحُواْ بِهَاۖ [آل عمران: 120] المراد بالسيئة هنا: ما يصيب المسلمين من إدالة الأعداء على المسلمين بسبب ذنوبهم. الكفار والمنافقون يفرحون بهذا؛ لأنهم لا يريدون الخير للمسلمين.

ثم بَيَّن الله للمسلمين ما يحل هذه المشكلة ويريحهم من كيد هذا العدو، فقال: {وَإِن تُصِبۡكُمۡ. فعلى المسلمين أن يصبروا على السراء والضراء، وأن يشكروا الله عند السراء وأن يصبروا على الضراء. {وَتَتَّقُواْا [آل عمران: 120] تتقوا الله سبحانه بفعل أوامره وتَرْك نواهيه، {لَا يَضُرُّكُمۡ كَيۡدُهُمۡ شَيۡ‍ًٔاۗ [آل عمران: 120]. فدلَّ على أن المسلمين إذا لم يصبروا على ما أصابهم ولم يتقوا الله بفعل أوامره وترك نواهيه؛ أنهم يضرونهم.

{إِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعۡمَلُونَ مُحِيطٞ [آل عمران: 120] فهو يعلم سبحانه وتعالى سرائرهم ومخططاتهم وأسرارهم، فهم وإن أخفَوها على الناس فإن الله محيط بها وسيجازيهم عليها. هذا وعيد شديد لهم. وفيه تسلية للمؤمنين في أن يتوكلوا على الله سبحانه؛ لأنه محيط بكيد عدوهم وسيكفيهم إياه.

فهذا فيه حثٌّ على التوكل على الله سبحانه وتعالى؛ لأنه بما يعمل الأعداء محيط، وسينتصر لكم - أيها المسلمون - وسيدحضهم عاجلاً أو آجلاً.

هذا والحمد لله ربِّ العالمين.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***


الشرح