×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

 وهذا كما في الآية الأخرى: {وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ إِلَىٰ شَيَٰطِينِهِمۡ قَالُوٓاْ إِنَّا مَعَكُمۡ إِنَّمَا نَحۡنُ مُسۡتَهۡزِءُونَ [البقرة: 14]، {وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٖ قَالُوٓاْ أَتُحَدِّثُونَهُم بِمَا فَتَحَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ لِيُحَآجُّوكُم بِهِۦ عِندَ رَبِّكُمۡۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ [البقرة: 76].

هذه سريرتهم، أنهم يجتمعون فيما بينهم، فلهم اجتماعات ومنظمات سرية يجتمعون فيها ويتدارسون أوضاع المسلمين وكيف يكيدون لهم.

قال الله جل وعلا مخَيِّبًا لهم وأنهم لن ينالوا من المسلمين، إذا تنبَّه المسلمون لكيدهم وحَذِروا منهم فلن يضروهم، فقال سبحانه: {قُلۡ مُوتُواْ بِغَيۡظِكُمۡۗ [آل عمران: 119]. فالله كشف أسرارهم للمسلمين وفضحهم، فلم يَعُد أمرهم خافيًا على من يريد الصلاح والإصلاح. أما الذي لا يريد الصلاح والإصلاح فهو وشأنه، لكن الله لما فضحهم خاب سعيهم.

{إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ [آل عمران: 119] فأنتم وإن أخفيتم عن المسلمين كيدكم وتملقتم، فإن الله يعلم مكائدكم وسيكشفها ويفضحها علانية.

ثم بَيَّن سبحانه أيضًا مكيدة من مكائدهم، أنهم يفرحون بما يضر المسلمين، ويستاءون لما يَسُر المسلمين، {إِن تَمۡسَسۡكُمۡ حَسَنَةٞ تَسُؤۡهُمۡ [آل عمران: 120] تصبكم حسنة. المراد بالحسنة: هنا النصر على الأعداء، والمراد بها: النعمة، والمراد بها: الخصب ونزول الغيث والبركات. هذه حسنة، هذا يسوء المنافقين واليهود؛ لأنهم لا يريدون الخير للمسلمين، {مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ [البقرة: 105].


الشرح