×
دروس التفسير في المسجد الحرام الجزء الثالث

{تُحِبُّونَهُمۡ [آل عمران: 119] أي: عندكم حسن ظن في غير محله. حُسْن الظن مطلوب لكن في محله. أما أن تحسن الظن بعدوك فهذا حُسْن ظن ضار.

ومعنى: {تُحِبُّونَهُمۡ [آل عمران: 119] قيل: المراد: تحبون المنافقين لِما يظهرون من إيمانهم، فيحسبهم المؤمن مؤمنين، ويحسب باطنهم مثل ظاهرهم، لا يدري.

وقيل: المراد: تحبونهم لما بينكم وبينهم من المصاهرة والنسب... وغير ذلك، تحبونهم لأجل الارتباط بينكم وبينهم. وهذه محبة طبيعية، وإلا فالمؤمن لا يحب الكافر، لكن هذه محبة طبيعية ليست محبة دينية.

والظاهر والله أعلم أن المراد المعنى الأول، أن المراد بهم المنافقون الذين يُظهرون الإيمان فيخدعون الناس، {يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَمَا يَخۡدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمۡ وَمَا يَشۡعُرُونَ [البقرة: 9].

{وَتُؤۡمِنُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ كُلِّهِۦ وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا [آل عمران: 119] هذه علامة من علاماتهم، أنهم إذا لَقُوا المؤمنين أظهروا الإيمان. هذا دليل على أن المراد المنافقون.

{وَإِذَا لَقُوكُمۡ قَالُوٓاْ ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوۡاْ [آل عمران: 119] خلا بعضهم مع بعض، بأن خَلَوا عن المؤمنين ولم يكن عندهم أحد من المؤمنين؛ أظهروا العداوة وتدارسوا الكيد بينهم، وبَيَّتوا النية الخبيثة ضد المسلمين الذين اتخذوهم بطانة.

{عَضُّواْ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَنَامِلَ مِنَ ٱلۡغَيۡظِۚ [آل عمران: 119] يَعَضُّون على أصابعهم من شدة الغيظ على المسلمين. والمسلمون مع الأسف اتخذوهم بطانة.


الشرح