وعلى
المسلمين لما جَرُّوا غزو التتار على المسلمين وقتلوا الخليفة، بسبب اتخاذ الخليفة
لابن العلقمي والطوسي الشيعيَّين الحاقدَين وزيرين له.
ثم
قال الله جل وعلا: {قَدۡ بَيَّنَّا
لَكُمُ ٱلۡأٓيَٰتِۖ﴾ [آل
عمران: 118]. أي: العلامات الدالة على خطر هؤلاء.
{إِن كُنتُمۡ
تَعۡقِلُونَ﴾ [آل عمران: 118] إنما ينتفع
بها العاقل الفَطِن. أما المغفَّل والمتغافل والمتساهل فهذا لن تفيده هذه الآيات
وهذه الدلائل.
وهذا
واقع كثير من المسلمين مع الأسف مع العدو، منخدعون بهم يأمنونهم ويتخذونهم وزراء
ويتخذونهم مستشارين، ويتخذونهم بطانة خاصة لهم، يمشون معهم، ويقعدون معهم،
ويُطلعونهم على معاملاتهم وعلى أسرارهم. الله جل وعلا حَذَّرنا من هذا.
ولهذا
وقع كثير من المسلمين في كيد عدوهم بسبب أنهم لم يعقلوا شأن عدوهم على الحقيقة؛
فاتخذوهم أصدقاء، واتخذوهم بطانة، واتخذوهم خاصة لهم؛ فأوقعوا في المسلمين الوقائع
التي لا تخفى.
أما
لو أن المسلمين حزموا أمرهم وعَرَفوا عدوهم ونَظَّموا أمورهم واصْطَفَوا البطانات
الصالحة من خواص المسلمين، وليس كل مسلم يصلح بطانة، ولكن الخواص منهم وأهل النظر
وأهل العقول وأهل العلم، هؤلاء هم الذين يَصلحون بطانة. والمسلمون - ولله الحمد -
لا يَخْلَون من هذه النوعيات. لو أن ولاة الأمور وأصحاب الشأن حَرَصوا على الْتماس
البطانة الصالحة المؤمنة، لوجدوا ذلك.
ثم قال سبحانه: {هَٰٓأَنتُمۡ أُوْلَآءِ تُحِبُّونَهُمۡ وَلَا يُحِبُّونَكُمۡ﴾ [آل عمران: 119]. فالذي لا يحبك لا ينصح لك، وإنما يلتمس لك الغدر والخيانة والدسائس.