{وَإِذۡ
غَدَوۡتَ مِنۡ أَهۡلِكَ تُبَوِّئُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ مَقَٰعِدَ لِلۡقِتَالِۗ﴾ [آل عمران: 121] وهذا في غزوة أُحُد.
وذلك
أنه لما جرى على المشركين في وقعة بدر ما جرى من الهزيمة وقَتْل رؤسائهم وسَلْب ما
معهم من الأموال والسلاح وأَسْر الرجال منهم، تلاوم المشركون من أهل مكة فيما
بينهم، ماذا يفعلون انتقامًا من المسلمين بعد هذه الهزيمة التي حلَّت بهم؟
فاجتمع
أمرهم على أن يغزوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة!!
فجمعوا
جيوشًا من مختلف القبائل ومَن يتبعها من الأحلاف، وجاءوا بجيش يتكون من عدد كبير
من المشركين، ونزلوا عند جبل أُحُد، الجبل المعروف شمالي شرق المدينة قريبًا منها.
وكان
ذلك يوم الجمعة، فصَلَّى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الجمعة، ثم استشارهم
ماذا يفعل تجاه هذا الغزو المشرك؟
فأشار
عليه بعضهم ومنهم عبد الله بن أُبَي ابن سَلول أن يبقَوا في المدينة ولا يخرجوا
إلى الكفار، فإذا دخل المشركون المدينة قاتلهم المسلمون في شوارع المدينة والنساء
من فوق الأسطح. وكان هذا هو رأي النبي صلى الله عليه وسلم.
ولكن
الجماعة الآخرين من الصحابة خصوصًا الذين لم يحضروا غزوة بدر؛ رأَوا رأيًا آخر،
وهو أن المسلمين يَخرجون إليهم.
فعند
ذلك عزم النبي صلى الله عليه وسلم على الخروج ولَبِس السلاح، وخرجوا في صبيحة يوم
السبت؛ ولهذا قال: {وَإِذۡ غَدَوۡتَ﴾
[آل عمران: 121].
خرج النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه، وكانوا يبلغون تسعمائة مقاتل. وقيل: يبلغون ألف مقاتل.