جُرِح،
وهم أولياء الله ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالله
جل وعلا يسلي المؤمنين في هذه الآيات وما بعدها عما حصل لهم؛ بذكر مَن سبقهم من
الأنبياء والمؤمنين معهم، وما جرى عليهم من المحن، وأن هذا الذي جرى ووقع ليس
جديدًا أو بِدْعًا، وإنما هو من سنن الله جل وعلا في عباده من باب الابتلاء
والامتحان.
{قَدۡ خَلَتۡ﴾ أي: مضت{مِن قَبۡلِكُمۡ﴾
أيها المسلمون{سُنَنٞ﴾ جمع سُنة، وهي الطريقة. وهذه السنن مختلفة، منها
سنن على الحق، وعليها الأنبياء والمؤمنون. ومنها سنن على الباطل، وعليها الكفرة
والمشركون.
فليس
هذا الذي حصل بين المشركين والمسلمين في وقعة أُحُد؛ ليس هو شيئًا غير مسبوق في
الأمم السابقة، بل هو قد حصل وتكرر.
فهذا
مما يُهَوِّن المصيبة على المسلمين، ويبعث في قلوبهم التأسي والاقتداء بمن سبقهم
من إخوانهم، وما جرى عليهم، وموقفهم من هذه الفتن وهذه المحن التي حصلت لهم.
ثم
قال تعالى: {فَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾
[آل عمران: 137] لترَوا آثار من سبقكم، وترَوا أن أهل الباطل قد دمَّرهم الله
سبحانه وتعالى ولم يُبْقِ إلا آثارهم وديارهم الخراب، وأن المسلمين لا يزالون في
خير - ولله الحمد -، فالله قَطَع دابر الكافرين، ولكنه سبحانه وتعالى أبقى
المسلمين يتوارثون الحق ويسيرون على المنهج السليم، ولم يضرهم ما حصل، ولم يَحُطَّ
من عزمهم أو يوهن إيمانهم، بل هذا زادهم قوة وصلابة وإيمانًا.
فليس ما جرى عليكم - أيها المسلمون - خاصًّا بكم، وإنما سَبَق لإخوانكم من المسلمين ما سبق، من ابتلاء وامتحان،