فصبروا فكانت العاقبة لهم.
وأنتم كذلك جرى عليكم ما جرى، فإذا صبرتم فإن العاقبة تكون لكم.
{فَٱنظُرُواْ
كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُكَذِّبِينَ﴾
[آل عمران: 137]؛ لتعتبروا بهم! ذهبت قوتهم وكبرياؤهم، ولم يَبْقَ إلا الخزي
والعار الذي يَلحق بهم.
أما
أهل الإيمان في كل زمان ومكان، فإن الله ثَبَّتهم وجعل العاقبة لهم؛ لما صبروا
وثبتوا على الحق.
والسير
في الأرض إذا كان القصد منه الاعتبار والاتعاظ والوقوف على ديار الظلمة وأماكنهم
كيف صارت، إذا كان الغرض الاعتبار بذلك والاتعاظ به؛ فهذا أمر مشروع ومأمور به.
أما
إذا كان القصد منه النزهة فقط والإعجاب بآثار الكفار، فهذا أمر محرم.
فالسير
في الأرض إنما يكون للنظر في عاقبة المكذبين حتى نعتبر ونتعظ، ونثبت على الحق،
ونعلم أن هذا شيء مستمر في الخلق إلى أن تقوم الساعة.
ثم
قال جل وعلا: {هَٰذَا بَيَانٞ لِّلنَّاسِ﴾
[آل عمران: 138] هذا الذي ذكرناه لكم؛ من أجل البيان للناس عامة، بالمداولات بين
الحق والباطل، والهدى والضلال.
وقيل:
المراد بقوله: {هَٰذَا بَيَانٞ لِّلنَّاسِ﴾
[آل عمران: 138] القرآن، فالقرآن بيان للناس؛ لأن الله بَيَّن فيه الحق والباطل،
وبَيَّن فيه ما جرى على المؤمنين وأعدائهم في كل زمان، وماذا كانت العاقبة؟ ولمن
كانت العاقبة من الفريقين؟
ثم قال: {وَهُدٗى وَمَوۡعِظَةٞ لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ [آل عمران: 138] فهو بيان للناس